هناك مطالب للشعب يتوجب على مؤتمر الحوار الوطني وضعها في الاعتبار، أثناء مناقشته للمشاكل والقضايا المطروحة أمامه خاصة «القضية الجنوبية» و«قضية صعدة» وكذا «صياغة الدستور الجديد» وكذا «قضية اجتثاث الفساد» و«القضية الأمنية» و«قضية احتكار السلطة والثروة ، والموارد» من قبل نخب «عسكرتارية، ونخب دينية، ونخب قبلية، وقوى البرجوازية الطفيلية، وعصبيات أسرية».. فالشعب فاتح عينيه جداً، ويتابع، ويراقب مؤتمر الحوار الوطني، وينتظر أن يخرج المؤتمر بنتائج تحرر السلطة والثروة، والموارد من احتكار النخب المذكورة آنفاً، ويعيدها إلى الشعب مالك السلطة الحقيقي، ومالك الثروة الوطنية، والموارد القومية، وضمان أن يتداول الشعب السلطة فيما بين أبنائه الذين سيبنون وطناً للمجتمع، وليس وطناً للنخب ضيقة المصالح. إن الأزمة الماضية، أو ما سميت بثورة الشباب، اكتسب الشعب، وخاصة شباب الساحات من الخبرة، ومن المعرفة، والدراية بالنخب الحزبية الدينية العسكرية وعلى مدى الفترة الممتدة من تاريخ فبراير 2011م، وحتى اليوم ما يكفي لتقييمها، وتصنيفها، والحكم عليها من خلال ممارساتها وسلوكياتها في الساحات، وكيف سعت بكل قوة إلى الهيمنة، والسيطرة على ثورة الشباب، وسرقتها، ووضعت من نفسها وصية على الثورة، والشباب، بعد أن هيمنت على منابر الساحات، وعلى جميع الساحات، وعلى الخطاب السياسي، واستغلت الشباب في الساحات ببراءته وحماسه للتغيير، وحرضته، ودفعته إلى المسيرات، والتصعيد، ولم يكن من الشباب إلا التنفيذ “صادقين، مؤمنين” ويبذلون الدماء بإيمان قوي دون أن يدركوا أنهم قد صاروا مستغلين، بينما النخب الحزبية وخاصة الدينية صاروا يفاوضون، وشركاء في اللعبة السياسية التي تمثلت في المبادرة الخليجية، وآليتها التنفيذية المزمنة ليصبحوا هم الطرف في العملية السياسية، حتى وصولهم اليوم كشريك مقتدر في الحوار الوطني الشامل لإعادة إنتاج النظام الذي يمكنهم من العودة لاحتكار السلطة، والثروة، والموارد ويذهب الشعب، وشباب الثورة إلى الجحيم. لكن لا أعتقد أن الشعب، والشباب ب «غافل» عن ذلك، صحيح أن تواجد الشباب في مؤتمر الحوار الوطني ممثلاً.. لكن هم قلة لا يمكن أن يؤثروا في النتائج، لأن القوى التي سرقت الثورة، دعمت الكثير من الشباب الذين ينتمون إليها، لإدخالهم في المؤتمر باسم «مستقلين» حتى يهيمنوا على سير الحوار، ويوجهونه، وفقاً لأجنداتهم الحزبية النخبوية، وتحالفاتهم القبلية الدينية العسكرية كي يسيطروا على السلطة والثروة من جديد. إنما، ومن المهم جداً أن يكون الشعب وشبابه في يقظة تامة، وشديدة، والتركيز جداً على نتائج الحوار، ويكون على استعداد كامل، وجاد وصادق وأمين مع مصالحه قبل القبول بنتائج الحوار، وخاصة «الدستور» ويطمئن أنها فعلاً تمثل وتلبي طموحاته، وأهدافه في قيام الدولة اليمنية المدنية العادلة، دولة الشعب، وليس دولة النخب.. مالم فالأمر يظل بيده ويفعله لفرض الدولة والنظام الذي يريد. رابط المقال على الفيس بوك