وأنتم في مؤتمر الحوار الوطني “يا أعضاء المؤتمر” كونوا جميعاً مع اليمن... فالمسئولية التي تتحملونها تاريخية، بيدكم مستقبل البلاد، فإما أن تنيرونه، أو تزيدونه ظلاماً، ونجاح مهمتكم يعود إليكم.. فوحدكم تستطيعون تقرير المستقبل المشرق، إن كبرتم وكنتم بحجم اليمن.. أما إذا ظللتم في حجم أحزابكم ومصالحكم فسوف تصغرون أمام مهمتكم، وتفشلون في تحقيق يمن المستقبل، وستدخلون البلاد في متاهة لا تحمد عقباها، ولن تكونوا بعيدين عن هذه المتاهة ،بل ستكونون أول وقود لها.. انسوا احزابكم ولن ينساكم الوطن فإن فكرتم في الحوار بأحزابكم فسوف ينساكم الوطن ..تذكروا هذا مع كل صباح تتجهون فيه إلى مؤتمر الحوار. من المهم جداً ألا تلهيكم “المصاريف السخية” عن المهمة التاريخية التي أوكلت إليكم.. صحيح أن المهام كثيرة، لكن أهمها على الإطلاق إعادة صياغة الدولة اليمنية الجديدة، وتحديد النظام السياسي، والاقتصادي والاجتماعي، وتحديد سلطات الدولة، وصلاحياتها “التنفيذية ، والتشريعية والقضائية، والمحلية” وهذا ما يجب أن تفكروا فيه ملياً، وبكيفية أن تكون الدولة بيد الشعب، وليس بيد نخب حزبية قبلية عسكرية دينية.. فإن لم تحرصوا على هذا الأمر كأنك يا بوزيد ما غزيت ،وهي مسألة ستؤدي إلى استمرار الرفض الشعبي لها.. لأن الشعب قد خرج ولن يعود إلى الانكفاء على نفسه، بل على العكس ذهب عامل الخوف، كما زالت عنه طبيعة “وانا مالي” لا.. الشعب صاحي، ويراقب كل التحولات وإلى أين تؤدي، ويتحاور كل يوم، في مكان العمل وفي البيت على مستوى الأسرة، وعلى مستوى “البوفيه” والمقايل.. إنه يتحاور ويحدد ما يرغب وما يريد من مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وهو يسبقكم في مؤتمر الحوار بالكثير من الأطروحات، ومن المهم أن تستمعوا إلى صوت الشعب وتعملوا على تحقيقها حتى تدخل أسماؤكم من أوسع أبواب التاريخ، وتكتب بأحرف من ذهب. يا “ أعضاء مؤتمر الحوار” الشعب ينتظر منكم أن تعيدوا إليه السلطة والثروة، والموارد وأن تكون الدولة في خدمة المجتمع، وليس العكس. كما يجب أن تكون السلطة متداولة فعلاً، وليس شكلاً بين أبناء الأمة وليس بين النخب الحزبية القبلية الدينية البرجوازية ، التي لا تفكر إلا في نفسها، وستحاول أن تستعيد السلطة والثروة والموارد من خلال المؤتمر ، لكن عليهم أن يعلموا أن ذلك لن يقبل، لأنه لم يعد يملك صبراً على استمرار احتكار السلطة، والثروة، وتبادلهما “شطرنجياً” أي تبادل المواقع فقط بين جماعات النخبة التحالفية السلطوية المتخلفة. إن صياغة الدولة الجديدة يجب أن يتحرر من التعميم في الألفاظ، والعبارات والفقرات ، والمواد بل يجب أن تكون واضحة وشفافة ودقيقة ومحددة.. أي ألا تكون الصياغة من الأحجام الحرة أو المقاسات الحرة.. بل يجب أن تكون صياغة على مقاس الشعب صاحب السلطة والثروة ، والحرص في الصياغة أن لا تتكرر السلطة لأحد بعد فترتين لضمان ذهابها إلى الشعب. رابط المقال على الفيس بوك