اليوم.. على مشهد من الناس ومن المكونات الوطنية وعلى مشهد من شركائنا في الجوار الجغرافي، وشركائنا في العالم أجمع.. نسجل منطلقات جديدة من التفاهمات، لأن مسار اتجاهات السلام لم تعد خصوصية محلية، بل هي كما أكدتها متغيرات الحياة والتاريخ، اتجاهات لاهتمامات إقليمية ودولية.. ولا مفر من الالتقاء جميعاً عند حدودها وحوافها الرئيسية، من منطلق أن أية اهتزازات في الأيقونة الوطنية في اليمن، تترك دون ريب توابعها وآثارها السلبية على المنطقة وعلى المصالح الدولية. لدينا في هذا البلد الكريم المعطاء.. مشتركات وأرضية قوية للتعايش والانعتاق من براثن الصراع.. هذا البلد الذي اصطبر على معاناة ومكايدة ومجالدة طالت كل مقومات حياته ولكنه اصطبر لكي يصل إلى لحظة تستعيد فيه اليمن وعيها الذي أرهقته المشكلات وعبثت بمقدراته الأزمات، وكادت تعصف به متواليات الأزمات وذيولها وتبعاتها وتصعيداتها وأوشكت أن تقوده إلى محرقة وهاوية لا قرار لها. هذه “المشتركات” التي تمثل بارقة أمل كفيلة بأن تقودنا جميعاً إلى رحاب التأمل و الهدوء في لحظة تاريخية مهمة ومطلوبة لرد النفس ولاستعادة الوعي الذي حاولت العهود الماضية ان تغيبه..! ولا خير مطلقاً لو حققنا في مفتتح هذا المؤتمر تفاهمات في المرحلة الأولى من الحوار لكي نعظم المكاسب المتوخى تحقيقها من الحوار الوطني ونصل عبر سياسة ضبط النفس، وعبر القبول بالآخر والامساك بتلابيب الممكن من الاجماع في أكثر من مسألة.. وأكثر من معطى لنرتقي إلى برزخ الاتفاق والتفاهمات التي توحد وتجمع وتؤلف من أجل إزاحة أية ثغرات قد تعتري سير فعاليات الحوار الوطني، ولذا نحن نعي كافة الكوابح التي قد تعمل على إبطاء المسير المنشود للحوار الوطني.. ولكن بالمنطق والاحتكام إلى الرؤى الحكيمة والتوافق وروح التفاهم سوف نتغلب عليها ونواصل المسير بثقة وإيمان. لقد قبل الجميع بما ستحمله طاولة الحوار.. وهذه أولى الحقائق الدافعة لحركة سلسلة ومتوازنة لما نأمله وشعبنا.. والذي من أجله ينعقد هذا المؤتمر الذي يسعى ويصر بكل مكوناته المجتمعية والسياسية أن يفضي إلى ثمار محققة وإلى مساقات توصل اليمن إلى السلام والأمن والاستقرار وإلى المواطنة المتساوية والعدل والحكم الرشيد الذي يمثل طوق النجاة للجميع. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك