الحوار هو الاسلوب الارقى والأسمى كما جاء على لسان الملكة بلقيس في قوله تعالى: (قالت يأيها الملأ أفتوني في أمري ما كنت قاطعةً أمراً حتى تشهدون).. هذه هي الشورى في أجلى معانيها.. فاين عقلاؤنا وحكماؤنا الذين عرفناهم في ساعات المحن والازمات..؟! أليس من الخزي والعار ان نخرب بيوتنا ومنجزاتنا بأيدينا وأيدي اعدائنا..؟! علينا ان نفهم جيداً ان الوطن الذي نجتمع اليوم من اجل حل كافة قضاياه وأزماته هو وطن الجميع.. وأي ضرر او خراب او جرح يمسه يمسنا جميعاً.. فالوطن اليوم يتجه نحو مرحلة تاريخية فاصلة وحساسة للغاية.. وقضية الجنوب هي محور الارتكاز الذي ترتكز عليه بقية المحاور الفرعية.. وعلينا ان ندرك ان الانتصار لا يكون الا مع الحق والعدل.. لذا ينبغي ان نفرق بين مناصرة الحق والعدل، وبين مناصرة الباطل واهله مهما كان مصدره.. اما الشرفاء الوطنيون الحقيقيون هم الذين يذودون عن الوطن وسيادته وكرامته وحريته.. فلا قيمة لوطن حر عزيز إلاَّ بابنائه الاوفياء البررة الذين يعملون في صمت ونكران ذات من اجل مصلحة الوطن العليا.. لذا علينا ان نزن الامور بقدر نتائجها واهميتها.. بعيداً عن التهور والعصبيات الهوجاء.. فلابد من التضحيات، وتقديم التنازلات من اجل بناء قواعد واسس ودعائم الدولة اليمنية الحديثة.. انتم اليوم تصنعون تاريخاً جديداً.. وثقافةً جديدةً وحضارة فريدة لأنكم تدركون ان الوطن هو الأبقى والاعلى دائماً عن اي اعتبارات اخرى.. ولذلك بقدر ما تزرعون تحصدون.. وبقدر ما تبذلون تأخذون.. فاليوم تكتبون وتسطرون تاريخاً فريداً وفاصلاً في حياة اليمانيين.. لذا فالوطن هو جرحكم الاكبر وهمومه هي الكبرى.. فلنترك اوجاعنا جانباً، ونلتفت الى اوجاع الوطن.. ونحن في انتظار ما يتمخض عنه مؤتمر الحوار الوطني الشامل.. فالملايين مشدودة الى نتائج وتوصيات وقرارات الحوار.. والله ناصركم بنصره.. ومن ينصره الله فلا غالب له.. رابط المقال على الفيس بوك