تعز المحافظة والمدينة ومراكز المديريات لم تكن في يوم ما مذهبية أو مناطقية، ولم تكن هذه الثقافة جزءاً من ثقافتها، أو من طبيعة أبنائها، فأبناؤها عاشوا في وئام وسلام دون النظر إلى منطقة هذا ومذهب ذاك.. فالكل كالإخوة أهل، وصحبة. وعلينا أن نجول في مدينة تعز، ومراكز مديرياتها “الرونة، الراهدة، ماوية، خدير، المسراخ، التربة، يفرس، الموادم” وغيرها من المديريات سوف نجد أن سكان هذه المناطق من كل أنحاء اليمن، ستجد سكانها من «صعدة، من حجة، من عمران، من مأرب، من صنعاء، من يريم، من عدن، من شبوة، من حضرموت».. وهم سكان مقيمون ثابتون، تزوجوا وصاهروا وخلفوا في تعز وكانت تعز كل اليمن واليمن كلها تعز، لم يتساءل أبناء تعز في يوم ما عن منطقة هذا أو مذهبه أو طائفته واعلموا أن تعز لم تكن حضناً دافئاً لليمانيين فقط، بل قد احتضنت العديد من العرب الذين قدموا مع الحملات التركية على اليمن، حيث كان يجلبهم الأتراك ليساعدوهم في اللغة، وفي الأعمال الإدارية والعسكرية، والمدنية في اليمن، وحين انسحب الأتراك من اليمن بعد الحرب العالمية الأولى كان هؤلاء العرب قد تزوجوا وسكنوا تعز، وجاءهم البنين، والبنات وتملكوا المسكن والأرض ولم يرغبوا في مغادرة البلاد “تعز” وليس في تعزالمدينة بل حتى الريف ما زالت أسر عربية عريقة تعيش في الكثير من المدن اليمنية، ومنها تعز، وريفها ومع ذلك لم يحس أي أحد في هذه المحافظة، أو في أي مكان ما يجرحه، أو أن هناك أي كراهية تجاه هذه أو ذاك، فالجميع أحبة، وأصهور، وأهل ولم نسمع بزيدية، أو شافعية أو شيعية أو سنية أو خلافه ولا مناطقية أو جهوية بين الناس.. جميع الناس إخوة عاشوا مع بعض في مساجد مشتركة يصلون مع بعض، الذي يضم والذي يسربل لا فرق، ولم يحدث أي خلاف، أو تقم أي فتنة، لأنه لم يكن يوجد من يغذي الثقافة المناطقية والمذهبية والجهوية، والعصبية، والتطرف، والتكفير وما شابه ذلك ولم تزل تعز كذلك حتى الأيام القليلة الماضية. اليوم بدأت تظهر في تعز العديد من الممارسات الفتنوية المذهبية وتشتم روائح نتنة من شعارات تكتب على الجدران.. ولا أريد أن أحدد، لكن أقول وأنبه أبناء تعز إلى مثل هذا الخطر الداهم الذي سيؤدي بأبنائنا وشبابنا إلى مصارعهم.. فاستيقظوا يا شباب تعز، واحذروا مثل هذه الفتن، وابتعدوا عن المسائل الخلافية في الدين أو السياسة، واجتنبوا تسيس الدين، ودينوا السياسة.. واعلموا أننا في هذه المحافظة كلنا إخوة أحبة وعليكم أن تعلموا أن الدين يجمع ولا يفرق، يوحد ولا يمزق وكل ما أدى إلى فتنة ليس من الدين.. والله يصونكم ويرعاكم. رابط المقال على الفيس بوك