الفرق بين النخب وعامة الناس فرق نسبي ، وحتى إذا افترضنا أن النخبة تتميز بالثقافة العالمة، فإن من يمكن ان يلتحقوا بعامة الناس لهم الحظ الكافي من ثلك الثقافة ، وتبعاً لذلك تصبح ميزة كل طرف من الطرفين الافتراضيين ميزة نسبية بكل ما في الكلمة من معنى. لكنني هنا بصدد الحديث عن النخبة المسؤولة في ظل أوضاع استثنائية ، مما يقتضي أن تكون ذات همة ونظر مترافقين مع التحديات الماثلة، وخاصة تلك التي لا تقبل التأجيل والتمديد واللزوجة . ولعل أخطر ما تواجهه الدلة المخطوفة رغماً عنها يتمثل في عنجهية بعض القبائليين الذين يناجزون المؤسسة، ويستفزون مشاعر الأمة بأعمالهم غير المقبولة عقلاً ومنطقاً وأخلاقاً وقانوناً وعرفاً، فمن كانت لديه شكوى أو يزعم بأنه متضرر عليه أن يلجأ إلى الطرق الشرعية في متابعة مظلمته .. أما أن يبرر سلوكه المشين ضد كل الناس بكونه صاحب مظلمة ، فذلك أمر غير مقبول. قاطعو الطرق ومفجرو أنابيب النفط والمعتدين على خطوط التيار الكهربائي مجرمون دون أدنى ريب، وعلى الجهات المختصة اتخاذ أقسى التدابير وأسرعها إذا كنا نريد وطنا سويا، ذلك أن استمرار هذه الحالة تقتضي من النخبة السياسية المعنية بالقرار مواجهة الحقيقة السافرة أو التخلي عن مواقعها لقوى الشر والعدوان. هذه حالة لا يُسكت عنها ، واستمرارها يعني أننا لسنا مؤهلين لمغادرة الماضي البائس ، ويعني أيضاً أننا دولة من ورق، وجيوش من كراتين اعتيادية، وقياديون مخطوفون عن ذواتهم. أشعر أن في خطابي هذا قدراً كبيراً من القسوة، لكنها والله ثم والله قسوة صادرة عن ألم وشعور بالإحباط، لأنني كغيري من المواطنين لا نستطيع استيعاب العجز الماثل في مطاردة ومعاقبة المجرمين وفق مقتضيات القانون. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك