الجميع يتحدث عن الفساد والمفسدين ومافيات التخريب التي تنهش في جسد هذا الوطن المعلول الذي عانى ويعاني من المحسوبيات والتمييز والنهب واستغلال السلطة والابتزاز والمحاباه واهدار المال العام والرشوة والاختلاس والتحايل واشياء كثيرة تندرج تحت هذه المنظومة التي أخرت هذا الوطن عشرات السنين . نحن اليمنيون من أكثر الشعوب التي عانت من هذا الداء خاصة في العقود الماضية الأمر الذي جعل الكثير من شرفاء هذا الوطن يشعرون بالحزن والإحباط . لقد استطاعت منظومة الفساد أن تزرع في نفوس الكثيرين الشر والكراهية من كل شيء جميل ، بل أصبح الفرد خالياً من القيم الجميلة وتحول الفرد اليمني للأسف الشديد بفعل هذا الداء إلى وحش كاسر يفعل كل ما يحلو له من حرق وتدمير ، بل أصبح عنصراً من عناصر الهدم والقلق داخل المجتمع . ومما يؤسف أن هذه الإمبراطورية لاتزال تتمتع بالحيوية والقوة والانتشار ولاتزال تمارس أساليبها النتنة في تخريب هذا الوطن حتى وصل الأمر إلى الحد الذي أصبح يهدد أمن واستقرار الوطن .. فاليمن هدد ويهدد كل يوم في وحدته بسبب منظومة الفساد التي أحرقت في نفوسنا كل الأمال والطموحات . لقد قسمت خيرات هذا الوطن على مر السنين وعلى مرأى ومسمع من الجميع ، حورب الشرفاء والمخلصون ، وهاجر الكثير منهم باحثاً عن أماكن أخرى أكثر أمناً وعدلاً واحتراما لآدميتهم ومؤهلاتهم وخبراتهم . فجاءت هذه الثورة المباركة لتطيح بكل رؤوس الفساد وأذنابهم الذين أزكموأنوفنا بروائحهم النتنة ، ولايزال الوطن بحاجة إلى ثورة وثورات أخرى لتطهير البلاد والعباد من هذا الفساد . الجميع اليوم مطالب للوقوف صفاً واحداً من أجل تطهير المؤسسات والمرافق العامة من هذه الأوساخ والقاذورات والعمل على نشر قيم الفضيلة والوطنية والأخلاق النبيلة . نحن بحاجة ماسة اليوم إلى تشريعات وقوانين صارمة تحمي ما تبقي من خيرات هذا الوطن الذي تعرض للنهب والسلب في كل مرافقه ، مالم فإننا سنظل نتحدث طويلاً ونتغنى بالاصلاح دون فائدة ما دامت هذه المعضلة قائمة والتي تقف حائلاً أمام كل دعوة للتقدم والبناء والاستقرار . إذا أردنا التخلص من هذا الوباء وهذه الآفة المزمنة يجب أن تعلو صوت الإرادة السياسية في مواجهة هذ ا الطاعون . فاللحظة الراهنة هي لحظة تطهير لكل المؤسسات والمرافق ولحظة مراجعات لكل من يريد التوبة والتطهير من سيئاته . هذا إذا أردنا أن نخطو للأمام ونبني وطناً نظيفاً يعيش فيه كل أبنائه . رابط المقال على الفيس بوك