اليوم الذي انهارت فيه الوحدة اليمنية, شهد انهياراً لصخور , ومنازل في عدد من مناطق اليمن. 27 أبريل يعمّد نفسه في ذاكرة اليمنيين , عاماً بعد آخر , كيوم خانق, ومدمّر ..عندما كنت أقرأ الرسائل التي تصلني الى هاتفي , عصر السبت , عن انهيارات صخرية مخيفة , في النقيل المخيف «سمارة» , أحسست بمدى الرعب الذي انتاب المسافرين العالقين هناك تحت رحمة الصخور , وقلت : الفجائع أيضاً تتصادف . بين 27 أبريل , 94 م , و 27 أبريل 2013 , تسعة عشر عاماً , ومصائب لا تحصى . في التاريخ الأول , الصقور هم من أعلنوا الحرب على الحياة, وفي الثاني , الصخور من أعلنت الحرب على المسافرين, واذا كانت صخرة , قد أرعبت آلاف الناس المسافرين وأهاليهم , أمس الأول , فدوي الصاروخ لم يذهب من مسامع أبناء عدن, حتى اليوم ..منذ أيام , انطلقت حملة «أنا آسف يا جنوب» . كتضامن شعبي مع الجنوبيين , ضد حرب كريهة.على الرغم مما تحمله العبارات البسيطة من دفء, إلا أنها ظهرت كمناسبة جديدة للدجل , والرياء المفضوح , وخصوصاً من أشخاص , كانوا في 94 , قذائف انشطارية , وعبوات ناسفة , حتى مُعلن الحرب في ميدان السبعين , متضامن , وصحفه تتحدث عن «مليونية» .من يشعل الحرب من وسط ميدان , أو بمكالمة هاتفية , ويحيي هذا اليوم المشئوم , طيلة 17 عاماً , كيوم للنصر , أو دحر الانفصال كما يحلو له , ثم يأتي اليوم , ويتعامل مع خبر الجريمة النكراء , كناشط حقوقي , يدين ما حدث , ليس أكثر من صخرة ..حتى الحروب , يحاول السفاحون التملص منها اليوم . صالح «متضامن» , وعلي محسن « آسف» .اذا كان الجنرالات أبرياء من ذنب الجنوب , فمن الذي اجتاح , واستباح وحدة وطن , وكرامة شعب..نعرف أن اليمن المعاصر قد منح كل مفجري الحروب اليمنية , حصانة ليس من حرب 94م , ولكنها تمتد الى أول «مضرابة» في المعلامة , ولذلك , اخجلوا قليلاً , وفكروا كيف ترممون القبح الذي القحتموه بجنوباليمن ..قدمت الأحزاب رؤيتها لحل القضية الجنوبية , وأجمع الكل على الحرب , كانت المنحدر الذي هوى بالوحدة اليمنية إلى حفرة لم تخرج منها حتى اليوم , وعلى أمراء الحرب الفاتحين , أن يقدموا أيضاً رؤيتهم لمعالجة القضية الجنوبية , فالأيام تدور , وتقتص لنفسها . شاهدوا كيف كان 27 أبريل , قبل أعوام. كان يوماً للديمقراطية , وأصبح يوماً للدموية . الساحة التي كان يُساق إليها الممجدون للزيف والرافعون لصور مؤسس الديمقراطية , باتت حاضنة لحشود منددة بيوم «الغزو» , ومدمر الوحدة , والديمقراطية , والنسيج الاجتماعي . لا شيء يتعمر على هذه الأرض . لا الإنسان , ولا الظلم , ولا الحصانة . [email protected] رابط المقال على الفيس بوك