المشهد الأول : (بعد أن أمهلت الحكومة الوزراء المختصين أياماً لإلقاء القبض على مخربي الكهرباء) - عقدت اللجنة العسكرية العليا وبعض المختصين من الوزراء اجتماعاً لتحقيق هذه الغاية، حيث جرى الحديث مطولاً عن هذه الإشكالات والتلويح بالعصا الغليظة لكل من تسول لهُ نفسه المساس مجدداً بشبكة الكهرباء أو ضرب أنابيب النفط والغاز.. وما إن أخذ النقاش يتشعب والأصوات تحتد والأيادي ترتفع.. وكلٌ يتهدد ويتوعد بالعقوبات الصارمة التي ستتخذ ووسائل تنفيذ هذه الضربات المحكمة ضد هؤلاء المخربين انطفأت الكهرباء مجدداً وساد ظلام دامس الحلكة وصمت مُطبق، إلاّ من صوت أحدهم يأتي من الطرف الآخر عبر الهاتف مؤكداً بأن خطوط الضغط العالي في منطقتي الجدعان بمأرب ونهم بصنعاء قد تعرضتا للتخريب!
المشهد الثاني : ينفض الاجتماع أعلاه، على أمل أن يعاود أعماله مجدداً بعد عودة التيار الكهربائي، حيث لم يتمكن الموظف المختص من تشغيل الإنارة بواسطة مولد الكهرباء؛ نظراً لعدم توفر مادة الديزل جراء استهداف أنابيب النفط والغاز في خطوط حضرموت وشبوة.
المشهد الثالث : (اجتماع آخر تتداخل فيه الأصوات ويتعالى الصراخ، ثم يتضح رويداً رويداً). الأول: علينا توريد المولدات الكهربائية قبل بدء الصيف. الثاني: لكن المناقصة ستأخذ وقتاً طويلاً. الثالث: لنبحث عن طريقة توفر لنا الوقت والطاقة وتحفظ في نفس الوقت (الكوميشن). الرابع صارخاً: لقد وجدتها.. ها هي العقود أمامكم، فقط عليكم التوقيع وتسديد المبلغ. الجميع بصوت واحد: يا للهول.. يا للهول هذا المبلغ يكفي لإقامة محطة نووية تغطي قارة بأكملها... - (صمت مطبق، ثم همس غير مسموع إلا من كلمة دولار، ثم يسود الصمت من جديد وتسمع أصوات ضوضاء والجميع يوسع بعضهم بعضاً ضرباً وشتماً). - تسدل الستارة وقد كتب عليها: «التمثيلية لاتزال مستمرة»!! رابط المقال على الفيس بوك