تذرعوا بالثورة ضد الفساد. وباعتقادهم العبيط أنه لابد من مباركة فسادهم الثوري بالإرادة أو بالقوة لاحقاً. حسناً ينكشفون سريعاً، ولقد صارت المرحلة مخيفة أكثر من مرحلة ما قبل الثورة للأسف. أما من يراجع تاريخهم فسيفهم جيداً مدى اتصالهم بجوهر الفساد من ناحية، وعدم إيمانهم بالثورة الفعلية من ناحية ثانية. في الحقيقة جاءتهم الفرصة التي يجب احتكارها بكل الطرق والوسائل وعدم التفريط بها بعد أن كانوا يبحثون عن زمنهم الخصوصي الآمن للفساد، بحيث لا يشاركهم فيه أحد أو حتى يعترض على ممارساتهم التي غايتها السيطرة على المجتمع والدولة. والحاصل الآن أن كل معترض على هؤلاء الثوار إنما يعترض على الثورة أصلاً - هكذا يفهمون الأمر - بالتالي يستحق الترهيب والتخوين كل من يعارض مخرجات مثل هذه الثورة اللاثورية بصفته من الفلول - ولو أن من يعارضون اليوم هم أكثر ارتباطاً بحلم الثورة الفعلية التي جرى التحايل الممنهج عليها وجرها للرضوخ نحو التغييرات السطحية بدلاً عن العميقة - غير أن رقعة الاعتراض ضد دعاة الثورة الذين جعلوها مجرد ذريعة للاستبداد الجديد ولتنمية الفساد أكثر هي التي لابد أن تتسع وتستمر. لابد أن تتسع وتستمر كلما تصاعدت حدة الانتهاكات والتكميمات بمواجهة انحطاطات العبث الحاصل باسم الثورة، إضافة إلى دوام اعتقاد عصابات الثورة نفسها باستمرار نجاحاتها، بالرغم من كل الفشل الأدائي الأخلاقي والوطني الأكثر من واضح، بينما يثير الاشمئزاز كله، ومجمل الصدمة أيضاً. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك