أصبح (معاذ بجاش) اسماً مشهوراً يتردد على كل الألسن والصحف والمواقع بعد اعتراض البعض على تعيينه وكيلاً للجهاز المركزي للمحاسبة، باعتباره فاسداً خطيراً وحوتاً كبيراً، وقد تصورته فعلاً أحد حيتان الفساد الكبار في (الدولة العميقة ) التي استنزفتنا ثلاثة عقود وسررت طويلاً عندما جاء قرار إلغاء تعيينه بعد ثلاثة أيام من صدوره، وقلت في نفسي إننا في عصر الثورة ولا مكان فيه للفاسدين وكنت قد استعديت نفسياً وبدنياً للخروج في مظاهرة كبرى تهتف (يسقط بجاش ...يرحل بجاش الثورة مش بلاش ) وحاولت جاهداً البحث عن سيرة (بجاش) الذاتية الذي تخيلته شيخاً هرماً أكل الفساد عليه وشرب وأمضى حياته في نهب ثروة الشعب وان هناك مليارات من الأرصدة وعقارات وأراضي منهوبة كتلك التي في حوزة الكثير، بعضهم مازال في السلطة وفي لجنة الحوار ، لأكتشف ان هناك غلطة ب (النمرة) من الأساس وتشابهاً في الاسم ، فبجاش أو (معاذ بجاش) شاب كل سيرته الذاتية أنه كان مديراً لمكتب (نصر طه مصطفى) عندما كان رئيساً لمؤسسة سبأ، وهذا أمر لا يندرج كإدانة إلا إذا كنا نريد مسؤولين من خارج طابور الشعب والشباب ومن أصحاب كوكب (الهبارين) وهي عقدة يحملها الصغار دائماً فيما بينهم والعبيد أيضاً كأهم خصلة تمكن بقاءهم تحت الاستعباد ومظلة الفاسدين الذين يعيشون بعيداً عن الشارع في أبراجهم الخاصة ولا يعرفهم أحد ...الغريب أننا اكتشفنا أن الرجل مسكين لا حوت ولا سمكة ولا حتى (وزافي ) ويسكن في بيت أبيه كما قيل ولا يمتلك سيارة وهذا نموذجي لمواصفات مسؤول بعد الثورة ولا أدري أين غول الفساد منه ؟... لا أدري هل في الأمر سر أو تشابه لآخر مثلاً ؟ أوأن المعركة لا دخل لها ببجاش والرجل يبدو أنه ذهب ضحية لمعركة أخرى كتلك الموجهة ضد الزميل (نصرطه ) من يوم تعين فيه رئساً لمكتب الرئيس من خارج طابور (النبلاء ) المصنوعين بنظر الأسرة وهذه قصة عرفها الجميع كما تثبت أنهم لم يجدوا ما يأخذوه على (نصر) ليصبوا جام غضبهم على أقرب قادم (يبدو أنه أغضب أمه أو أباه ) أما حكاية الفساد فالواضح أن لا دخل لها هنا إذا كان بجاش الذي أمامنا هو معاذ بجاش الذي يبدو انه (حتيف نتيف لا مشده ولا رديف ). أنا الآن لا أدافع عن معاذ بجاش لأنني لا أعرفه لكنني أبحث عن إدانة بعد الحملة التي تمت ضده و لم أجد ما يجعلني أفرح بأن فاسداً أطيح به بالضربة القاضية قبل أن يجلس في مكانه وهو ما نتمناه ، كما لا اعتراض على قرار الإلغاء الذي آمل أن يكون بداية جادة لتصفية الفاسدين ومنعهم من الوصول الى مناصب الدولة واذا لم تكن واضحة في هذه ستكون أوضح في الثانية وتبقى مصلحة الأفراد ثانوية أمام المصلحة العامة لكننا لا نريد أن نستغفل كشعب ونريد أشياء ملموسة بدون غموض يزيدنا إرباكاً ولانريد للفاسدين أن يستغلوا الثورة لمعاركهم الخاصة.. نحن منتظرون تصحيحاً شاملاً (يقط المسمار) ودابر الفاسدين ويخرجهم من أوكارهم المعلومة وقانوناً وحزماً يمنع عودتهم ولا بأس لو(تدلفخت) حركة التصحيح الثورية بشخص ضعيف على طريق إخراج الجبابرة من جحورهم. نحن منتظرون لكنني سأسحب هتافي (يسقط بجاش الثورة مش بلاش ) لأنني لم أجد ما أهتف ضده إلا إذا كنا في عصر الغيبوبة والأفيون الإعلامي. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك