- ونحن على مشارف الاحتفاء والاحتفال بالذكرى الثالثة والعشرين لقيام الوحدة اليمنية المباركة وتوحيد اليمن أرضاً وإنساناً لا بدَّ من كلمةٍ صريحةٍ ومجلجلةٍ وواضحةٍ تُقَال بمثل هذه المناسبة العظيمة المُحتَفى بها فالوحدة والاتحاد أمرنا الله بهما وحذَّرنا من الفرقة و الخلاف فيما بيننا مصداقاً لقوله جلَّ شأنه “ يا أيها الذين آمنوا اتَّقُوا الله حقَّ تقاته ولا تموتُنَّ إلاَّ وأنتم مسلمون واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرَّقوا واذكروا نعمةَ الله عليكم إذ كنتم أعداءً فألَّف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخواناً ، وكنتم على شفا حفرةٍ من النارِ فأنقذكم منها كذلك يبيِّن الله لكم آياته لعلَّكم تهتدون ولتكنْ منكم أمَّةٌ يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون ولا تكونوا كالذين تفرَّقوا واختلفوا من بعد ما جآءهُمُ البيِّنات وأولئك لهم عذابٌ عظيمٌ “ سورة آل عمران الآية : 102 103 104 105 . - إذاً نحن شعب واحد وجسد واحد وبناء واحد وأرض واحدة ، وربُّنا واحد ورسولنا واحد وكتابنا واحد وقبلتنا واحدة ولا يستطيع أحدٌ كائناً من كان من دُعَاةِ الفرقةِ والشتاتِ والتَّمزُّق والخلاف أن يعيد عقارب الساعة إلى الوراء فالوحدة خطٌّ أحمر لا يُمَسْ ! وبدوري أخاطب بعض المهووسين والمعتوهين والموتورين من الذين يحلمون ويطالبون بالانفصال أو بتعبيرهم الآخر فكُّ الارتباط وتقرير المصير قائلاً لهم : في أيِّ عالمٍ تعيشون؟!! يبدو أنَّكم واهمون بل لا أبالغ إذا قلت الوهم ذاته وعينه ، ولا تَغُرَّيَكم الأموال المشبوهة والمدنَّسة التي تقبضونها وتستلمونها من الخارج لإثارة البلبلة والفوضى الخلاَّقة في جنوب وطننا العزيز والغالي. - وكما تعلمون علم اليقين العالمُ الآن كله يتوحَّد ويتجمَّع وخير مثالٍ على ذلك “ الاتحاد الأوروبي “ ، وما تدَّعونَهُ من حقوق ومظالم فكُلُّنا في الهمٍّ شرقُ في الشمال والجنوب ومثل هذه الأمور تُعالجُ بحكمةٍ ورزانةٍ وأناةٍ ورويَّة ، ولابُدَّ من إعادة المظالم والحقوق إلى أهلها وأصحابها في اليمن بأجمعه ، ولا يُمكن أن نتجزأ ونعود إلى التشطير مرَّةً أخرى بأيِّ حالٍ من الأحوال حتى يرث الله الأرض ومن عليها وسنحافظ بإذن الله على وحدة شعبنا بحدقات عيوننا ونبضات قلوبنا ومشاعرنا ووجداننا وأعماقنا وأحاسيسنا. - وختاماً نقول لبعض المتربصين بوحدتنا : اتَّقوا الله في وطننا وبلادنا ويمننا ونسأله سبحانه وتعالى أن يُعِيدكم إلى صوابكم ويُلهمكم رشدكم ويسدد على طريق الخير خطاكم ويهديكم إلى سواء السبيل إنَّه وليُّ ذلك والقادر عليه. - للتأمل : إنَّ خلفَ الَّليلِ فَجراً نائماً وغداً يصحو فيجتَاحُ الظَّلامَا وغداً تخضرُّ أرضي ، وترى في مكانِ الشَّوكِ ورداً وخُزَامى [email protected] رابط المقال على الفيس بوك