مايحدث في مأرب عارٌ على الجميع جيشاً وشعباً وقيادة. وإذا استمر الوضع فإنه بداية للملحمة الكبرى التي سيبيد فيها اليمنيون بعضهم. ماذا يعني ان يتمرد لواء ويصطدم مع الشرطة العسكرية ثم يعبث وتنتشر الفوضى وتصاب القبائل بإهانة كرامتها وتتدافع للمدينة كي تضع حداً لما يجري من ناحية ونصرة قائد الشرطة الذي منهم وفيهم من ناحية أخرى. الأمر محزن ومرعب لأن مأرب كبد الجسد اليمني كله .. وإذا استمر الوضع سنشهد تمردات أخرى لألوية في بقية المدن .. كما ستكون تلك السيناريوهات خلاصة المرحلة. بظني انه جرى التخطيط للأمر والإعداد اللئيم للصدام بين الجيش نفسه وبينه والأهالي كذلك. لكنها مأرب .. ومأرب المدججة بالسلاح أصلاً حين تشعر بجرحها في الصميم ظلماً وعدواناً لايمكن أن تصمت بسهولة. احذروا من اللعب بالنار في مأرب. وعلى القيادة عدم التسيب وتهوين الخطر هناك . صار اللواء يثير الفوضى في المدينة كالنار في الهشيم ولايبالي. والمتفق عليه أنه يجب حسم تمرده وإعادة اعتبار لما يمكن من هيبة الدولة التي لطالما ظلت مفقودة، بينما ظن أهل مأرب بأن ثورة التغيير ستدشن وجودها لديهم. قلبي مكلوم على مأرب وما تُجر إليه بتصميم عجيب .. ثم إن مايحدث هناك فاجع وذميم، ويحمل في طياته شروراً مستقبلية كبرى على مأرب بشكل خاص باعتبارها مدينة استراتيجية وعلى اليمن عموماً. والمعلوم أن مأرب ليست كلفوت فقط. إن مأرب ياهؤلاء اكبر ضحية لعلي صالح وفساده وحماقاته في استثارة النزعات المقيتة بين القبائل وجعلها مأوى للخراب، وهي مضخة غاز ونفط وكهرباء اليمن. إن مأرب الحقيقية ليست مأوى للمخربين، لان اغلب ابنائها يرفضونهم، بمقابل ان الدولة هي المفقودة التي لاتنصف ولا تستوعب أي قيمة للانسان. ولعل أهم مايميز أبناء مأرب نبلهم وشهامتهم وجلدهم وصبرهم على الرغم من انه صبر الحليم، لكن مواجعهم مثل بقية اليمنيين كما مطلبهم يتجلى في ايجاد الدولة. والسؤال: لماذا تم نقل ذلك اللواء إلى مأرب أساساً؟ لماذا مع بداية التوترات بينه والشرطة العسكرية لم يجرِ نزع فتيلها وإرغامه كما ينبغي للدولة ان تكون خصوصاً ونحن في مرحلة لاتحتمل تراكم مثل هذه التصرفات الرعناء. هنالك أمر دبر بليل ضحيته مأرب يا هؤلاء . وحيث القتل يتفاقم ، فإن كل طرف للأسف يحمل الآخر. والواضح ان الدماء وحدها تتدفق على نحو رخيص. إنني أحذر من الفتنة وأحذر من الفتنة كما يجب أن تشفقوا عليكم منكم ياهولاء ..! [email protected] رابط المقال على الفيس بوك