مهما اختلفت الطروحات وتباينت الآراء يظل يوم الثاني والعشرين من مايو عام 90 ميلادية يوماً تاريخياً لا يمكن ان ينسى او يمحى من ذاكرة اليمنيين ... ففي هذا اليوم انتهى عهد التشطير وتحققت الوحدة اليمنية التي قدمت من اجلها التضحيات وناضل الاحرار والشرفاء من أجلها. ان الوحدة هي الاصل و التشطير هو الاستثناء فاليمنيون جميعا ابناء قحطان بن هود عليه السلام وقد ظلت الوحدة هي الاساس في تاريخ اليمن منذ ان قامت اول حضارة فى شبه الجزيرة العربية في القرن العاشر قبل الميلاد وحتى الوقت الحاضر فيما التشطير والتجزئة كان الاستثناء التي كانت تحدث نتيجة الأطماع الشخصية وضعف الدولة المركزية في بعض فترات التاريخ لكن سرعان ما تعود اليمن الى الوحدة من جديد ... لقد جاء اعادة تحقيق الوحدة اليمنية استجابة لإرادة الشعب الذى ارادها وحدة للقلوب والاروح وحدة حب وعطاء وحدة شراكة وتعايش وحدة بناء ونهضة وحدة تحقق النماء والتقدم والديمقراطية والرفاه لأبناء الشعب وأرادها الساسة وحدة من نوع آخر تلبي طموحاتهم وتحقق مصالحهم الضيقة .. لذلك تم التآمر عليها من أول يوم . صار كل طرف يجرها لصالحه حتى جاءت حرب صيف 94 الظالمة التي دمرت احلام اليمنيين وقضت على تطلعاتهم في بناء دولة ديمقراطية حديثة ... حولت مشروع الوحدة من وحدة شراكة إلى وحدة ضم والحاق .. التآمر على الوحدة من قبل بعض الساسة لايزال قائم الى اليوم فالذين تآمروا عليها في الماضي وحولوها الى مجرد مشروع شخصي ما زالوا يتآمرون من اجل القضاء عليها والعودة باليمن الى زمن التشطير و التجزئة تحت شعارات ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب لكن هيهات هيهات أن يكون لهم ذلك فإن الشعب اليمني لهم بالمرصد ...فالوحدة بإذن الله مستمرة ،لكن ليس بالصيغة الحالية التي كرست بحرب ظالمة فرض فيها المنتصر سياسته على المهزوم وإنما بصيغة جديدة تحقق الشراكة والتعايش والانسجام وتلبى طموحات وتطلعات اليمنيين البسطاء .وهذا ما نأمل أن يخرج به مؤتمر الحوار الوطني الشامل. إن انكار بعض الساسة ليمنية جنوب الوطن واطلاق تسمية الجنوب العربي عليه دعوة باطلة ليس لها اصل تاريخي انما اطلقتها السلطات الاستعمارية في اواخر الخمسينات من القرن الماضي علي المحميات بغرض مواجهة مطالب الإمام في الشمال بأحقية حكم الجنوب واجهاض تنامى دور الحركة الوطنية المطالبة بالوحدة . ان الظلم والاقصاء والتهميش والممارسات الهمجية التي مارسها النظام البائد ضد ابناء المحافظات الجنوبية بعد انتصاره في صيف 94 ولدت السخط من الوحدة وأظهرت الدعوات المطالبة بالانفصال هذا امر طبيعي ليس المسئول عنه المظلوم انما الظالم الذي مارس الظلم وانتهك الحقوق وصادر الممتلكات هذه الدعوات التي تصدر من البسطاء من الناس جاءت كردة طبيعية لكن بعض الساسة الذين فقدوا مصالحهم يحاولوا استغلالها وتوظيفها توظيفاً يحقق تطلعاتهم وأحلامهم على حساب احلام وتطلعات البسطاء من الناس الذين يتطلعون الى يمن موحد قوي مزدهر ووحدة تحقق لهم العدل و المساواة والحياة الكريمة.. على هؤلاء الساسة أن يراجعوا حساباتهم يتركوا البسطاء يقرروا مصيرهم ويبنوا دولتهم بالطريقة التي يريدونها وتحقق مصالهم ويكفي ما ارتكبوا من جرائم في الماضي في حق الشعب والوطن .. رابط المقال على الفيس بوك