بالرغم مما قد يطفوعلى السطح من مظاهر القصور والإشكالات الامنية والسياسية والاقتصادية والتنموية . رغم التخوف الكبير على امن البلاد ووحدتها وسلمها الاجتماعي ومصالحها العليا الا ان ثمة فرص ذهبية لاتعوض إن لم يتم استغلالها الآن الى ابعد مدى . يقول العارفون باللغة الصينية ان كلمة ازمة في لغة الصينيين تعني خطراً وتعني فرصة في نفس الوقت وهذا هو الواقع فبلادنا اليوم امام مفترق طرق مفصلية في تاريخها الحديث ولادة صعبة هي الانتقال الى ثقافة المواطنة المتساوية واحترام حقوق الانسان وتطبيق النظام والقانون وتحديث الآلية التشريعية والتنفيذية بما يضمن مواكبتها واستيعابها للقضايا العصرية التي من شأنها الارتقاء بالوطن وابنائه اقتصاديا وسياسياً واجتماعياً وانسانياً هذا ما نؤمل التاسيس له في هذه الفترة الانتقالية وهناك تخوفات من احتمالية ان نستمر في نفس الدوامة التي طالما ارهقتنا واستنزفت قوانا. جميع الاشكالات التي تواجه حكومة الاتلاف الوطني لاشك انها تضرب بجذورها في اعماق الماضي وهي من اجترارات الانظمة التي تناوبت على حكم اليمن الحديث منذ خروج العثمانيين الاخير. وهي نفسها التي ادت الى تفاقم الاوضاع حتى وصلنا الى ثورة الشباب السلمية التي تمخض عنها الوضع الراهن . النظام السابق كان يستخدم المسكنات المؤقتة والمعالجات الاولية الموضعية او يختلق ازمات جديدة يدير من خلالها الازمات القديمة وهكذا يقوم بترحيل كافة الملفات ويمكن القول انه لم يعالج قضية واحدة معالجة جذرية وان نجح في ترحيلها وكبتها ،حتى تلك التي خاض من اجلها حروبا مصيرية لم تزل قضايا معلقة الى الآن . كل هذه الملفات والاشكاليات التي لايوجد فيها واحدة تقريبا ولدت بعد الثورة السلمية خرجت بنفسها اليوم من قماقم الكبت والترحيل تبحث عن حلول شاهرة اقصى ماتستطيع في وجه حكومة توافقية وليدة ظروف معقدة وازمات خانقة والبلد خارجة من مواجهات عسكرية استخدمت فيها مختلف الاسلحة بالتاكيد سيكون هناك نوع من الضغط والارباك وربما النكد السياسي والامني وهو ولله الحمد دون المستوى المتوقع او في حدوده والمؤمل ان تاتي كثير من حلول هذه الاشكالات من نتائج وتوصيات مؤتمر الحوار الوطني الشامل الذي يغطي معظم هذه الملفات وحتى تلك التي يرفض اصحابها الجلوس الى مائدة الحوار مشمولة عمليا في جدول اعمال المتحاورين .
الحوار الوطني ودعم المجتمع الدولي والارادة الدولية والجماهيرية لاخراج اليمن من المتاهة فرص ذهبية يجب استغلالها وهنا لابد ان نكون اكثر صراحة مع انفسنا اولا التدخل في الشؤون الداخلية والتاثير على اتخاذ القرار من الخارج مرفوض قطعا ولكنه يختلف عن الشراكة الانسانية في بناء وتنمية الامم والحضارات ولا يوجد دولة على الارض يمكن لها ان تنهض بمفردها حتى الدول الحديثة العظمى وخذ مثلا الولاياتالمتحدةالامريكية الى اوائل القرن العشرين وما يجري في بريطانيا واسبانيا يؤثر فيها مدا وجزرا . الحق اننا لم نفهم بعد للاسف او بعضنا لم يفهم بعد معنى ان تكون مستقلا يختلف كما ونوعا عن ان تكون وحيدا ومنبتا . الاستقلال لايعني العزلة والانزواء والانقطاع عما يجري في العالم من اثر وتاثير وتفاعل وانفعال ان الشراكة مع الاقليم والمجتمع الانساني في صناعة التنمية والثقافة والاقتصاد من اهم ركائز النجاح والتميز الحضاري الانساني عبر التاريخ . إذن فجميع الملفات مفتوحة ومعروضة امامنا وبالتاكيد حكومة توافق وطني انتقالي لن تستطيع معالجتها جميعا في هذا الزمن الكثيف غير ان اليمنيين جميعا يجب ان يرتقوا الى مستوى المسؤلية فهذه فرص لن تتكرر لمعالجة اكبر قدر من اشكاليات البلد واذابة تكلسات الماضي بكل شجاعة ومسؤلية . يجب ان تتجلى الحكمة اليمانية من اجل الانتقال باليمن الى مرحلة جديدة من الثقة في مختلف التبادلات وعلى مستوى كل ابناء الوطن . [email protected] رابط المقال على الفيس بوك