يبدو العنوان أعلاه متناقضاً في نظر البعض, وغير مفهوم في نظر البعض الآخر, إلا ان مايحتويه المقال هو الصحيح باعتقاد صاحب المقال, فما يراه البعض خسارة قد يكون في الحقيقة هو مكسب, وعندما تلوح في الأفق بوادر الهزيمة فإن ثمة نصراً قادماً لامحالة, وعندما تضيق الارض بما رحبت بالأبطال المؤمنين بحرية الانسان ومبدأ العدالة والمساواة يأتي الفرج الذي وعد الله به عباده المؤمنين, ولهذا كان بعض الصحابة يستعجل النصرة والقضاء على دولة الشرك والأوثان، فإذا بالقائد محمد صلى الله عليه وسلم يعلمهم مبدأ الصبر في القتال والمصابرة على بطش وتجبر الباطل فيقول لهم: والله ليتمن الله هذا الامر حتى يسير الراكب من صنعاء الى حضرموت لايخاف إلا الله والذئب على غنمه ولكنكم قوم تستعجلون. هذا الموقف تذكرته جيداً عندما تآمرت الرافضة الاثنا عشرية ومن لفّ لفهم ممن يقسّمون البشر الى طباقات العبيد والسادة ويرتكبون الجرائم التي لم تخطر على بال الشيطان الرجيم في يوم من الايام, تذكّرته عندما اعلنت قوات النظام السوري ومرتزقة حزب الشيطان سيطرتها على مدينة القصير , وأعلن الجيش الحر انسحابه التكتيكي من المنطقة وأردت ان اقف على بعض نقاط هذا الانسحاب ومنها :- أولاً :- ان العبرة في المعارك ليست في البداية بل في النهاية ولنا في معركة حنين خير دليل والتي انهزم فيها المسلمون في البداية لكنها توجت بنصر عظيم وغنائم لم يغنمها المسلمون في اية معركة سبقت تلك المعركة. ثانياً :ان القوات التي تتراجع في منتصف المعارك هي التي تثبت في النهاية فكم اصابنا الأسى والحزن عندما استعادت قوات القذافي مدينتي رأس لانوف والبريقة من الثوار الليبيين وكاد اليأس ان يقتل الكثيرين وأصبح من المسلمات لدى بعض قصيري النظر.. ان القذافي لن يُهزم ولكن سرعان ماتغيرت المعادلة ونصر الله الليبيين على الهالك معمر القذافي وأذن الله لعباده الصالحين ان يرثوا الارض من بعد فساد استمر لأكثر من أربعة عقود. ثالثاً :- النصر لايقدّم على طبق من ذهب, ولايأتي اعتباطاً دون مقدمات واختبارات قد تكون قاسية في مجالات كهذه, (حتى اذا استيئس الرسل وظنوا انهم قد كذبوا جاءهم نصرنا ، حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله؟). رابعاً :- تراجع الثوار في مدينة القصير رسالة يجب أن يفهمها قادة الدول العربية جيداً وهي ان السكوت على جرائم روسيا وإيران وحزب الشيطان في القصير قد تطال مدنً ودولاً لم يعرف اغلب ابنائها حمل السلاح في يوم من الايام, وبالتالي فإن المعركة في سوريا مصيرية وتقدم حزب الشيطان في اي مدينة اخرى قد يجعل دول الخليج العربي تعض اصابع الندم كما عضتها بعد تآمرها على الشهيد صدام حسين. خامساً :- صمود كتائب التوحيد وجبهة النصرة والجيش الحر خلال هذه الفترة القصيرة يمثّل نصراً في وجه جميع الدول التي اعلنت استنفار طاقاتها من اجل استعادة القصير، فالمعركة ليست متكافئة, فأبطال كتائب يواجهون طائرات وصواريخ وجيوش دول مدربة ولذلك لقنوهم دروساً قاسية في بلدات القصير. سادسا :- معركة القصير وتورّط حزب الشيطان في قتل السوريين وإعدامهم اثبت للعالم كلّه وخاصة الشعوب العربية والاسلامية بأن هذا الحزب ليس حزب مقاومة كما كان يدّعي بل حزب طائفي يجعل من محاربة السنة وأبطالها أولى أولوياته. ثمة دروس كثيرة وكثيرة جداً لايتسع المقام لسردها ولكن يكفي المؤمنين الموحدين ثقة قول ربنا تبارك وتعالى(وعد الله الذين آمنو منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الارض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمناً)..صدق الله العظيم. رابط المقال على الفيس بوك