لم يعد جديداً القول بحقيقة الدعم الإقليمي والدولي لخطوات اليمن في اتجاه استكمال مراحل التغيير والبناء، فضلاً عن الدعم اللامحدود لقيادة الرئيس عبدربه منصور هادي؛ إذ تتجلى هذه المؤشرات الداعمة في أكثر من ملمح ودلالة، فقد شهدنا الإجماع الأممي على تأييد ومباركة المبادرة الخليجية وآلياتها المزمنة للتسوية السياسية، وكذلك التوافق الأممي على قراري مجلس الأمن رقم 2014 - 2051 ..وهي المواقف التي تجلت بانعقاد جلسة استثنائية لمجلس الأمن الدولي في العاصمة صنعاء العام المنصرم وبصورة غير مسبوقة على مستوى دول المنطقة والإقليم. وأحسب –كذلك – أن حشد التمويلات لدعم مسيرة التسوية السياسية والتنمية في اليمن، إنما يعكس هذه الإرادة الأممية لإخراج اليمن من أسر تداعيات الأزمة ومساعدته في إنجاز استحقاقات المستقبل. كما وتجلت تلك المواقف الداعمة -جلياً- في انعقاد سلسلة من المؤتمرات الداعمة في الرياض ونيويورك ولندن وتخصيص قرابة 8 مليارات دولار من المانحين لدعم مسيرة التغيير والبناء. ومؤخراً تابعنا تجديد دعم الأسرة الأممية لليمن وللرئيس عبدربه منصور هادي في تخطي العقبات والصعوبات التي تعترض عملية التسوية السياسية، وذلك إثر تقديم المبعوث الأممي إلى اليمن جمال بن عمر تقريره الدوري الأسبوع الماضي إلى مجلس الأمن عن الخطوات التي قطعها اليمن في إطار إنجاز هذه التسوية والصعوبات الموضوعية التي تعترض ترجمة هذه التسوية. وفي كل الأحوال فإن الواجب يحتم على القوى والأطراف السياسية الوطنية أن تهتبل هذه الفرصة التاريخية والعمل – بكل ما لديها من قدرات – على تعزيز القواسم المشتركة ونبذ التباين والاختلاف والتوصل إلى صيغة توافقية تساهم في إقامة الدولة المدنية العصرية العادلة، بل والواجب يحتم – أيضاً على هذه القوى أن تضطلع بمسئولياتها التاريخية والوطنية بكل اقتدار ومسؤولية، فضلاً عن ضرورة الاصطفاف إلى جانب الجهود الوطنية التي يقوم بها الأخ المناضل عبدربه منصور هادي - رئيس الجمهورية - لاستكمال ملامح هذه التسوية، وإخراج الوطن إلى بر الأمان، خاصة وقد أثبت الرئيس هادي قدرته على امتلاك أدوات التغيير السلمي والنجاح في تخطي عديد الألغام الشائكة التي تعترض عملية التغيير والبناء.. وهي الاعتبارات التي كانت – ولاتزال - تمثل لدى بعض الأطراف إحباطاً لمشاريعها الضيقة.. التي وإن بدت بأشكال وصور مختلفة، فإنها لن تكون حائلاً أمام إرادة الشعب اليمني ومعه الأسرة الأممية في استكمال ملامح الصورة التي تبدو جلياً الآن في الحل والتسوية؛ إيذاناً بقيام اليمن الجديد. رابط المقال على الفيس بوك