عشرات الأدباء والمبدعين يتساقطون تباعاً من دون أن تمتد لهم يد العون, والعشرات يصارعون الموت في ظل صمت وتجاهل رسمي. في بلادنا لم يعد هناك مكان يليق بالمبدع إلا المقبرة, فلامكان إلا للنافذين الذين تتكفل الدولة بعلاجهم في الخارج على الرغم من امتلاكهم للأموال الطائلة التي اختلسوها من قوت الشعب. الأدباء باتوا الحلقة الأضعف في ظل الصراع السياسي والشواهد تبرز مثل شواهد قبور من سبقونا من الأدباء.. الأديب اليمني الثائر محمد الجبلي مات وتعفّن داخل خيمته في ساحة التغيير بصنعاء ولم يجد أي دعم، لا من الحكومة حينها ولا من الثوار.. والمضحك في الأمر أن أحد القيادات العسكرية في النظام السابق هو من أرسل تكاليف دفن هذا المبدع الذي عاش ومات مظلوماً في هذا البلد الذي يضيق ذرعاً يوماً بعد يوم بالمبدعين والكتاب. على الرغم من كل تلك المعاناة إلا أن الحكومة تطالب اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين بضرائب تصل إلى 200 ألف دولار وكأنها تطلب من أدباء اليمن رسوم معاناتهم وآلامهم. الاتحاد الذي يعود تاريخ تأسيسه إلى العام 1971م لم يحظ بأدنى درجات الاحترام في محاولة لبيع ومصادرة آخر مقراته في عدن والتي نهبت معظمها في العام 1994م. مقرات الاتحاد في عدد من المحافظات تعرضت أيضاً للاحتلال والاقتحام والتدمير والسطو في الأعوام الأخيرة كما حدث في فروع أبين وإب ولحج. باختصار شديد: الأدباء يتساقطون مثل ورق الخريف، ولكن في فصل الربيع..! تحية لأرواحهم التي تظللنا مثل غمامة متخمة بالحب تمطر كل يوم وتموت في نهاية المطاف عطشاً. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك