بعض القوى التي تحاول اليوم فرض نفسها على المشهد السياسي تتصرف بطرق غوغائية تحاول بها أن تهيمن وتقنع الشعب اليمني بإيجابيتها ومرونتها, وهي بعيدة كل البعد عن الإرادة الشعبية والمنطق السياسي وعن المرونة. (الجرجرة) .. هذا المصطلح يحضر في ذهني كلما سمعت أو قرأت عن “تقليعة” جديدة لهذه القوى مغلفة بغلاف مدني أو حقوقي.. تحاول من خلالها أن تروّض اليمنيين على القبول بما تريده والتكيف معه بوصفه أمرًا واقعًا. عليهم أن يعقلوا أن الشعب اليمني يتابع المشهد بدقة ويقرأ الأمور بصبر .. فلا ينبغي أن يتعاملوا معه على طريقة إعلان لأحد المنتجات يتم إعادة بثه عدة مرات في اليوم الواحد حتى يترسخ في أذهان المستهلكين ويسكن في لا وعيهم, وبالتالي يستحضرون اسمه لا إراديًا متى احتاجوا لشراء سلعة من هذا النوع, كما ولسنا أسدًا يتحرك بغريزته ولا من سبيل لإيقافه سوى الترويض. إن الجرجرة والترويض لن يجديا نفعًا إذا كان الأمر متعلقًا بما يخالف إرادة اليمنيين ويضمر لهم الشر ويقف عقبة أمام تحقيق طموحاتهم بإقامة دولة مدنية ترعى لأبنائها كل الحقوق من مساواة وعدالة ونظام وتطور وتنمية, وتحفظ لليمنيين وحدتهم على أسس سليمة.. واليمنيون شعب واعٍ بكل ما يدور في محيطه, وإن بدا أن الفوضى تعمّ الساحة. وعلى تلك القوى أن تعيد قراءة التاريخ جيدًا.. لأنهم إن فعلوا ذلك أدركوا أن كل من يشذ عن إرادة اليمنيين مصيره العزلة والاضمحلال والتضاؤل والانكماش.. فكيف بهم اليوم في عصر الوضوح والحقيقة؟! ولحسن الحظ فإن فلتات ألسنة هذه القوى وانفعالاتها في لحظة عابرة تكشف عما وراء الغطاء وتعري الحقيقة ليبدو للجميع أننا أمام خطر داهم يتربص بهذا الشعب لكسر شوكته, ما لم يتسلح بالعدالة والحق والقوة والجرأة والتوحد. وأنا أثق تمام الثقة أن كل من ينجر إلى إغراءات هذه القوى وحذلقاتها سيكتشف يومًا ما زيفها وعداءها لمستقبل اليمنيين .. فالأقنعة لا بد أن تسقط .. والغطاء لا بد أن ينكشف. وأنا على تمام الثقة أيضًا أن اليمن فيه من الشخصيات الوطنية المخضرمة والعقول السياسية المجربة الكثير والكثير.. فهم من سيفشلون أي مشروع يهدف إلى خلط الأوراق وقطع الطريق على عجلة التغيير؛ وهذا أمر محتوم, فالوطن اليمني – على الرغم كل الضعف الذي يعيشه اليوم - ليس سائبًا.. وليس يتيمًا.. وهناك من سينتصر لطموحات اليمنيين ويتصدى لكل ما يعيق مسيرة التحول.. أتمنى من كل قلبي أن تؤمن هذه القوى بالحوار مخرجًا عادلاً لكل الإشكاليات العالقة, مع أن هناك إحساسًا ملحًّا بأن كل القوى الوطنية ستذعن لمقررات الحوار ما عدا هذه القوى التي يبدو أنها مصيبة كبرى ابتلى الله بها الشعب اليمني؟! لكن آمل أن يخيب ظني وتقتنع هذه القوى بأن تدخل دائرة السلم كما سيدخل الناس فيه كافة إن شاء الله [email protected] رابط المقال على الفيس بوك