أفسدت المنظومة التعليمية القائمة منذ سنين أجيالاً من الشباب، جعلتهم حفنة من الغشاشين. تعليم في أعلى مستويات التدني، مقررات فقيرة عن الإبداع إلا ماندر، عمليات اختبارية تتباهى بانفلات الغش داخل القاعات وتعميمه كفضيلة. صارت القاعات بلا قداسة، بعد أن دنسها فساد الضمير والقيم. «قم للفساد وَفِّهِ التبجيلا» هذا التخريب المتقن لمصلحة من؟ صارت اليمن بلا ذخيرة تعليمية استحقاقية للدخول في العصر.. ويجد الطالب المثابر ذاته في خطيئة كبيرة وغربة أكبر، وتتخوف الأسرة الجيدة في التربية من مآلات كل هذا الدمار التعليمي المنتشر وتأثيراته التي لا أسوأ منها على الحس والوعي، وتذهب الدرجات والعلامات والمعدلات الكبيرة للخائبين مع سبق ترصد و إصرار، ويتعمد أساطين المنظومة التعليمية غير السوية على إجبار الطلاب الأسوياء على الغش تعميماً للخراب أيضاً، وتندلع قيم المال والرشوات في القاعات على نحو علني فظيع. هذا التخريب المتقن لمصلحة من؟ مراقبون بلا أخلاق.. أساتذة كأنهم ينتقمون في تخليهم عن الأمانة بكل لامبالاة واستخفاف.. تعليم بلامضمون حقيقي فاعل.. مواد تحتقر العقل غالباً.. أضرار فادحة على الحاضر والمستقبل.. ولا حياء في تعميم التدهور. كذلك كان الجميع يشاهد هذا التدهور منذ سنوات، وليس من اعتراض مسئول يوقفه.. لكأننا قد دأبنا تماماً على غيبوبة «زمن اللانوعية». هذا التخريب المتقن لمصلحة من؟ أجيال بلا مخيلة.. أجيال بلا تحليل.. أجيال بلا ابتكار.. أجيال بلا نجابة أيضاً. وللإنصاف: تحية احترام واسعة لتلك القلة من الشرفاء في قطاع التربية والتعليم الذين مازالوا يقبضون على جمرة مبادئهم وهم أكثر النماذج محاربة وتنكيلاً واضطهاداً وعدم تقدير للأسف. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك