تفشل الأيديولوجية في إدارة الدولة والمجتمع. والأيديولوجية حالة حصار مغلقة على أوهامها بحكم ارتكازها المتطرف على الفكرة المسيطرة العليا التي تصيغ نمط إدارة الدولة وفق هواها الصاخب فقط. لذلك فإن السلطة الأيديولوجية تعادي كل نمط عداها وتقمعه وتكممه، بينما تمتاز الدولة الأيديولوجية بالانضباط الدوغمائي الذي لا مكان فيه للإبداع أو للاختيار الحر أو لوجهات النظر المجتهدة المختلفة. كما أنه لا شرعية فوق شرعية الأيديولوجيا وشموليتها.. ولقد كان الاتحاد السوفيتي سابقاً نموذجاً للدولة الأيديولوجية الصارمة مثلما ألمانيا النازية أو أفغانستان.. كذلك ثمة نموذج آخر اليوم يتمثل في إيران مثلاً، إضافة إلى سوريا وكوريا الشمالية وإسرائيل.. إلخ. إن الدولة الأيديولوجية دولة منغلقة وذات قبضة حديدية بالطبع، وهي تعمل على فرض هوية خاصة للمجتمع بدأب عجيب، رغم كل التحولات المؤثرة التي تحدث حوله. والثابت أن الأيديولوجية الشيوعية مثل الدينية أوالقومية؛ إذ لا فرق بين أيديولوجية وأخرى في مستوى أداء الدولة القسري الفظ. من هذه الزاوية بالطبع يمكن القول: إن إدارة الإخوان المسلمين للدولة في مصر سرعان ما اصطدمت بالتراكم المدني هناك، حيث لا مكان للهيمنة، وحيث تعددية الدين في مصر أساساً، إضافة إلى مستوى راسخ من العلمانية في المجتمع، رغم تدينه التلقائي جوهرياً كما نعرف. وفي كل الدول الأيديولوجية المتأصلة تزداد حدة أوضاع الحقوق والحريات احتقاناً، وثمة تأزيمات كبرى في الجوانب السياسية والفكرية والاجتماعية والاقتصادية لدى الدول الأيديولوجية.. على أن المدننة والدمقرطة والاعتراف بالآخر والانفتاح الحديث على كل المستويات من أكثر العوامل التي نجت وتنجي المجتمعات من كوارث الأيديولوجيات العقائدية وأعبائها. لاشك. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك