الأحداث المتسارعة في الوطن العربي لا تُلقي بظلالها وضلالها على اليمن وحسب.. وإنما تخلخل من علاقة الفرد اليمني بنفسه ثم بما يُحيط به. كيف ذلك؟ ولماذا يسمح هذا المواطن البائس أن يكون حقل تجارب.. أو مصدر تلقّي واستجابة لمعتركات الغير؟ هل لأنّ العالم أصبح قرية واحدة والهموم مشتركة والدين واحد إلا من بضع أقليات متناثرة..! أم لأنّ موضة التقليد والجهل السياسي والمعرفي المستشري في غالب عقلية المواطن اليمني يجعلانه أكثر قدرة على الانفراد بتتبّع الهفوات وإعادة تمثيلها بما لا يناسب وجوده وطموحه.. لكنه وجد نفسه فجأة في المكان الخطأ فقرر أن يعزز من مكانة خطأه حتى وإن دفع الثمن الأغلى.. الأهم لديه أن يشير إليه القوم ببنانهم.. هذا هو.. ذاك هو.. وما بينهما تسقط الأماني. أُشفقُ كثيراً على أطراف النزاع في اليمن.. سواء المتلبسين بالدين أو العرايا منه.. إذ إنهم يتطرفون في الانتماء بغير موعده.. ويقتاتون أوهاماً مزرية يدفعون ثمنها أضعافاً مضاعفة من القهر اليوميّ الجماعيّ.. وذاك هو الجهل.. الجهل المتفتح على طاولة اللاجدوى. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك