بشّرنا محافظ محافظة تعز في الاجتماع الذي جمعه بالقطاع النسوي بالمحافظة في العام الماضي في رمضان بأن هناك مدينة سكنية لمحدودي الدخل ، وكانت فرحة كبيرة أن نُبشر بهذا الخبر ، وقبل أن نمطره بالأسئلة فصّل لنا أكثر كيف يمكن أن تُدفع أقساطها ، ربما أشبع ذلك فضولنا في حينه . وبعد سنة كاملة تواردت إلينا الأخبار أن هناك تعبئة استمارات للتسجيل فعلا ، فهل هذا المشروع نفسه الذي بشرنا به المحافظ ؟ ، والاستمارة مكتوب عليها وزارة الأشغال العامة والطرق. قطاع الإسكان المشروع السكني لذوي الدخل المحدود والشباب. تهللت أساريرنا ، توجهنا يسبقنا الفرح، خاصة و نحن من ذوي الدخل المحدود والشباب ، على اعتبار أن الشباب هم من الجنسين ( ذكور وإناث) ، لكن للأسف يبدو أن مصطلح الشباب أصبح خاصا بالمتزوجين أو الذكور أما الإناث ، فيجب أن تكون مطلقة أو أرملة ، أما إن كانت شابة من الموظفين محدودي الدخل ، وليس لديها أب ، وليس لديها سكن ، فهي غير محسوبة في التوصيف عند وزارة الإسكان ، وغير محسوبة في التعداد المجتمعي ، وغير معترف بها ما لم تكن قد تزوجت وأصبحت أرملة أو مطلقة لديها أطفال أو في ذمة رجل . وهنا قد يقول قائل ما دخل المحافظ والمشروع أساسا في أولى بياناته مكتوب عليه( وزارة الأشغال العامة والطرق) وأنا أقول، باختصار لأنه محافظ المحافظة الذي أرى فيه الرجل المدني الذي لم يأت من جلباب المشيخة ، ولم تتحكم بعقليته عادات التفرقة الاجتماعية بين الذكور والإناث ، ولم تنجبه البدلة العسكرية ، بل أتى من عبق المدينة القديمة ، وجذور الريف الذي تمدّن قبل أن يأتي لفظ المدنيّة ليزيّن المدن الخالية من التعايش ، والتآلف ، ولأن هذا المشروع في تعز ، وهو محافظها ويأتي موقعه في قمة هرم المسؤولية ، وهو من نادى ليشرك المرأة بالفعل في ميثاق الشرف من أجل تعز ، ونحن من نساء تعز ، وهنا أضع عليه وعلى وزارة الأشغال بعض الأسئلة : - لماذا يستعار لفظ الشباب في المشروع إن كان يقصد به العائلة فقط ؟ وهل لفظ الشباب لتحديد العمر الذي يصل إلى سن محددة عند الجنسين ؟ - هل المرأة غير المتزوجة تدخل ضمن مسمى الشباب أم أن مصطلح (الشباب ) في مجتمعنا السياسي والتقليدي والاجتماعي عموما للذكور فقط ؟ - أليس من حق المرأة غير المتزوجة سواء كانت في عمر الشباب أم قد تجاوزته أن تحصل على منزل في المشروع السكني مادام أنها من محدوي الدخل وليس لديها سكن ولا أب تعيش في كنفه ؟ وللعلم نموذج المرأة غير المتزوجة في محافظة تعز أصبح يشكل رقماً كبيراً في محافظة تعداد سكانها في قرابة الأربعة ملايين نسمة . - لماذا تُكرّس الاستمارة الحكومية العادات والتقاليد التي تحرم المرأة من حرية التملك إلا بشروط ، ألا يكفي أنها وحيدة ، وتحاربها عادات موروثة كرّسها الجهل ، ألا يكفي ذلك لتكون الاستمارة الحكومية خنجرا في قلبها لتنزف بقية عمرها ألما على حياة لم تأت إليها باختيارها ؟ - ألا يكفي أن يرفض المؤجر المتشبع بالعادات والتقاليد الثقيلة أن يؤجر لها مسكنا إلا بمحرم ؟ إلا يكفي أن تظل المرأة عالة على غيرها تتسول المأوى، وتتوسل المؤجر ، وهي تمتلك راتباً يمكنها من شراء مسكن مثلها مثل بقية محدودي الدخل ، أم لأنها امرأة وحيدة سيظل قرآن البشر يحرم عليها حق التملك ، وحق الحياة ، وحق الاستئجار ؟ - قبل الأخير إلى متى ستظل المرأة ليس من ضمن الأولويات المجتمعية والحكومية مالم تكن تابعة لرجل في هويتها الشخصية تحت أي مسمى ؟ - أخيرا إلى وزارة الإسكان ومحافظ المحافظة شوقي أحمد هائل: استمارة التسجيل وحرمان المرأة محدودة الدخل من امتلاك سكن ظلم كبير واقع عليها ، وهي التي كانت تعتبر هذه الخطوة قارب نجاة لها من الجهل الذي يسدد رماحه إلى صدرها كل يوم لأنها بهوية منفردة ، فهل سنرى منكم حلولاً وتغييراً لهذه الاستمارة الظالمة التي تعيق المرأة غير المتزوجة من حرية التملك سواء في هذا المشروع أو مشروعات قادمة وتحديد عدد معين من الاستمارات للمرأة غير المتزوجة ؟ رابط المقال على الفيس بوك