استحسن العديد من القراء ما أوردناه في الحلقتين الماضيتين عن الأمثال وشرحها، لذا سنواصل هنا في هذه الحلقة قول العرب:«ما يدري ما طحاها» قال الأصمعيّ: طحاها ، مدَّها، يعنون الأرض، قال الله جل وعز: {والأرضِ وَما طَحاها}. ويقال طحا قلبه في كذا وكذا إذا تطاول وتمادى. ومنه قول عَلْقَمَة: طَحا بِكَ قَلْبٌ في الحِسان طَروبُ بُعَيْدَ الشَّبابِ عَصْرَ حَانَ مَشيبُ أي تطاول وتمادى في ذلك. وقولهم:«بالسماء والطارق» قال الأصمعي: يُراد بالسماء المطر. وقال النابغة : كالأُقْحوان غَداةَ غِبِّ سَمائِه جَفَّت أعاليه وأسفلُه نَدي وقال أبو عمرو: يُراد به هذه السماء. وأما الطارق فهو النجم، وإنما سُمي بذلك لأنه يأتي بالليل. والطروق لا يكون إلا بالليل. وأنشد لجرير بن الخَطَفى. طَرَقَ الخيال لأمِّ حَزْرَةَ مَوْهناً وَلَحبَّ بالطَّيْفِ المُلِمِّ خَيالا وقالت هند: نحنُ بَناتُ طارِق نَمْشي عَلى النَمارِق تعني نحن بنات النجم شرفاً وارتفاعاً. وقولهم (ما بالدار صافر) : قال أبو عبيدة والأصمعي: معناه ما في الدار أحدٌ يُصفر به، مما جاء على لفظ فاعل ومعناه مفعول به، كما قالوا: ماء دافقٌ وسرٌ كاتم، وأمرٌ عارفٌ. وقال الشاعر: خَلَتِ الديارُ فما بِها ممَّن عَهِدْت بهنَّ صافِر رابط المقال على الفيس بوك