كامل السيناريو الافتراضي سابق الذكر يدخل في باب الأماني والأحلام الجميلة، لكنه ليس بديلاً للتاريخ ونواميسه، وقد لاحظنا على مدى سنوات المتاهات الربيعية العربية أن للتاريخ دهاءً ومكراً، وأنه يمضي قُدماً إلى الأمام، غير مُعوِّل على أماني البشر وافتراضاتهم الذهنية، وأنه إلى ذلك يسير بخُطى “كومو تراجيدية” إلى حد الجنون. إن من لا يُدرك هذه القوانين الموضوعية وجبروت فعلها الصاعق على الأرض؛ لا يمكنه مواكبة عواصف الدهور والتغلُّب عليها. واليمانيون مُطالبون الآن بالمزيد من الحكمة المُسيَّجة بدعم أشقاء الجوار الخليجي والعربي، وبكثير من الاستفادة من العناية الدولية الجماعية الاستثنائية التي حازتها اليمن دون غيرها من بلدان الربيع العربي. اليمن بحاجة إلى توافق التوافق، وإلى مرحلة انتقالية جديدة تسمح بنزع فتيل الأزمات المتتالية، والدرب سالك في هذا الباب إذا ما استمرت الحكمة نبراساً للجميع، وتمّت محاصرة التوَّاقين إلى قرقعة السلاح وثقافة الحرب من خلال البديل الأجدى والأنفع؛ ثقافة السلم والحوار والتسامح والتنازلات الشجاعة والصبر على المكاره. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك