مع انطلاق مهرجان «العودة إلى المدرسة والملتقى التربوي التعليمي الأول» والذي تنظمه مجموعة الجيل الجديد في مركز اكسبو بصنعاء، تجوّلت داخل المعرض على الرغم من أني ليس لدي من أجهّزه للذهاب إلى المدرسة أو الجامعة، ولكني رغبت في التعرُّف على الطريقة التي يفكّر بها القائمون على هذه المجموعة التي نقرأ اسمها على دفاترنا منذ اللحظات الأولى التي كنّا نتعلم فيها ربط الحروف، ونتعلّم أبجديات القراءة والكتابة، فصارت الأقلام والدفاتر مرتبطة بأذهاننا منذ الطفولة باسم الجيل الجديد. اليوم أنا أتجوّل مع صديقتي في المعرض، وجدت تقريباً كل ما يمكن أن تفكر فيه أية أسرة أو مدرسة تفكر جدياً بأسلوب جديد وطرق مبتكرة وأكثر فاعلية وتطوراً للأداء التعليمي والتربوي، الجميل والرائع فعلاً في الموضوع والذي شدّني ليس كمستفيدة مباشرة من محتويات المعرض وفعاليات الملتقى التربوي التعليمي الأول؛ بل ككاتبة وناشطة مهتمة بالتعليم وطرقه ومناهجه وأساليبه وأهدافه، ولأني مؤمنة إيماناً يقينياً أن التعليم هو الطريق الأمثل والوحيد للخروج من متاهة اللا شيء التي وصلنا إليها، في هذا البلد الذي يتخبط بحثاً عن مخرج حقيقي وآمن لجميع أزماته ومشاكله وتخلُّفه الذي يكبر مع كل يوم تعانق فيه الشمس وجهه المسكون بالخوف من التلاشي في عالم صار العلم والتكنولوجيا هما السمة الأساسية والفاعلة فيه. وهذا الذي كنّا نتمنّى أن يخرج به مؤتمر الحوار، وأن يفرد له مساحة واسعة في أروقته وأوراقه، ولكن ما حدث أنه غيب بحضور باهت أدرج كمفردة مهملة ضمن لجنة الحقوق والحريات، باعتباره حسب رؤية القائمين حقاً يجب أن يحصل عليه المواطن، ولا اعتراض على كونه حقاً؛ ولكنه واجب على الدولة تقديمه في أبرز صوره وطرقه وأساليبه وتطويره وتقنيته، كونه كما أسلفت الطريقة الوحيدة لبناء اليمن الجديد الذي يحلم به الجميع. حين اطّلعت على أبجديات الملتقى التربوي التعليمي الأول الذي تتطلّع مجموعة الجيل الجديد إلى عقده سنوياً في مثل هذا التوقيت الذي تستعد فيه الأسر اليمنية للذهاب بأطفالها إلى المدارس، وجدت فيه أفكاراً رائعة بحاجة فعلاً إلى الإلتفات لها وتوثيقها من قبل وزارة التربية والتعليم والاهتمام بها وتشجيعها؛ كونها ستناقش استراتيجيات التعليم الأساسي والثانوي، ودور الاتصالات وتقنية المعلومات في التعليم، ودور البنوك في تمويل التعليم، والتعليم في المدارس الأهلية والحكومية، والتعليم بالترفيه، وتحدي الجودة والنوعية في التعليم، ودور القنوات التعليمية والإعلام بشكل عام في تعزيز الرسالة التربوية وفي تطوير المنظومة التعليمية، وظاهرة التسرُّب المدرسي، والذكاءات المتعدّدة، والمواقف التعليمية، وكذلك برامج واستراتيجيات تأهيل المعلم نحو مجتمع التقنية الحديثة. أنا أنقل هذه المعلومات لربما وجدت لها صدى لدى القائمين على بناء اليمن الجديد، الذي ضحّى في سبيله كثيرون من الشباب، لربما فكّرت وزارة التربية والتعليم في تبنّي شراكة مع هذه المجموعة التي تُعد الأولى في اليمن منذ إنشائها عام 1958م. رابط المقال على الفيس بوك