لم تتمكن (الأناكوندا) الأمريكية المُصمَّمة من قبل اليمين الجمهوري من الالتفاف على روسيا، بل وجدت نفسها بعد حين في متاهة تؤذن بتقطيع أوصالها، ابتداءً من جورجيا، ومروراً بأوكرانيا وروسياالبيضاء، ووصولاً إلى العمق ( الأوراسي) الواسع. من تلك النقطة الحرجة في المعادلة الجيوسياسية الروسية يمكن العثور على مفردات العقدة العصيَّة في العلاقات الأمريكية - الروسية الراهنة .. تلك العقدة التي بدأت تنشر استحقاقاتها الجبرية في ساحة أوسع، لم تبدأ بالشأن السوري، ولن تنتهي بالشأن المصري. ما يزيد هذه العقدة استفحالاً، إصرار عتاة اليمين الجمهوري على السير قدماً في سياسة الفوضى الخلاقة، ورغماً عن اخفاقات أفغانستان والعراق الأكثر تراجيدية. كما أن تصاعد النزعة القومية في روسيا بوتين، والتي تستطرد بقوة دفع ذاتي كبيرة، باتجاه الصين والهند ودول الجوار الآسيوي والأوروبي، تمثل الوجه المقابل للإصرار الجمهوري الأمريكي المدجج بعقيدة الأنجليكانيين الهرمجدونيين الباحثين عن خلاص العالم بتدميره! يَتموْضع العالم العربي في قلب التجاذب الروسي الأمريكي الذي نجد انعكاساته المباشرة في سوريا، ونلمح أبعاد تبلوره المُتدرِّج في مصر ، كما نتابع رجع صداه المؤكد من خلال الأوضاع العربية التي تلت مرحلة ما بعد الربيع الخريفي، المفتوح على معارج أصعب وأكثر غموضاً، وللحديث تتمة يوم غدٍ بإذن الله. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك