لا يكمن الخطر السياسي الإنساني في من يثرثر ويلطّخ الأسماع بكثرة تصريحاته وعنترياته.. أو فيمن يهددُ بحشد الجماهير لإخضاع الآخرين لطموحاته ورؤاه. الخطر الحقيقي يكمن في من يأكل أطفالنا عن طريق شركاتهِ.. ويدرس أبناءنا وبناتنا في إطار الكثير من مناهجهِ.. ويركض شبابنا في الشوارع نزولاً عند رغبتهِ غير المعلنة مقاصدها الخفيّة. والخطر يكمن أيضاً في من يترك ظاهر المماحكات لأصحاب الخطب الجوفاء.. بينما هو يعمل في صمتٍ يخفى على العامّة ولا يخفى عن الخاصّة.. فتراه يقيم المعسكرات غير الرسمية والتي تصطادُ شبابنا وهم في أمسّ الحاجة للقمة العيش ولتبديد طاقاتهم الكامنة بداخلهم ليخرجها وفق مخططاته الرامية للمصالح الفئوية لا أكثر. الأخطر من ذلك من يدخل في روحانية الناس واعتقاداتهم ومساجدهم ومفاهيم دينهم الإسلاميّ بطريقته العدوانية لكلّ ماهو منسجم مع الفطرة.. ليتحوّل الكثير من الناس إلى قنابل موقوتة تقاطع مجتمعاتها.. وتسعى إلى تفكيكهِ سلبياً بدعوى إصلاحه.. وذلك هو الخطر المبين. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك