يحتفل شعبنا غداً بأعياد الثورة اليمنية «سبتمبر أكتوبر ونوفمبر» كل بطريقته، وبأسلوبه المناسب، لكن لاشك أن هناك فعاليات احتفالية رسمية تقوم بها، وتقدمها الجهات الرسمية خلال الأيام السبتمبرية المجيدة ..كون الثورة اليمنية كانت للانعتاق من براثن الاستبداد الحميدي في شمال الوطن، والاستعمار البريطاني في جنوب الوطن. هذا العيد هو العيد الواحد والخمسون للثورة ،أي أن عمر ثورتنا وصل إلى إحدى وخمسين سنة، بحلول يوم غد ال 26 من سبتمبر وهي سنوت طوال، خمسة عقود، ودخول السنة الثانية من العقد السادس، هذه الفترة الزمنية إذا قورنت بالتحولات والتطورات التي حدثت في البلاد، سوف نجد أن المقارنة لن تكون في صالح الثورة، لأن ما تحقق أقل بكثير من الفترة الزمنية.. لكن لا يعني ذلك أن الثروة لم تقدم ولم تحقق الكثير بل على العكس لقد حققت إنجازات كبيرة في مجال التعليم، والطرق، والمطارات، والموانئ، والتطور الإداري، وفي التنمية البشرية عموماً وفي مجالات الجيش، والأمن، والاتصالات والمواصلات، وغير ذلك كالخدمات والقطاع الصحي، والقضاء، ومجال الإنتاج، إلا أنها تطورات موبوءة بالسلبيات والقصور والفساد، هذه السلبيات التي نهشت، ومازالت تنهش في كل أجهزة الدولة لتفرغ كل هذه التطورات من مضامينها، وأهدافها الوطنية الثورية الجماهيرية، وكل ذلك لأن الثورة لم تستطع حسم أمورها مع قوى التخلف والفساد والجهل، بل على العكس ظل الصراع حتى حسمت الصراع قوى التخلف والفساد والجهل لصالحها، وبالتالي توجيه كل ما أنجزته الثورة لمصالحها واستحوذت على زمام الأمور ومسار الثورة انحرفت به عن الأهداف الثورية الحقيقية وحولتها إلى أهداف على مقاسها ..بدلاً مما كانت على مقاس الشعب الذي قدم الغالي والنفيس في سبيل حماية الثورة والدفاع عنها، وتثبيت النظام الجمهوري حتى اليوم. إن هناك من يقول إن الثورة قد أُكلت يوم أُكل الثور الأسود أو الثور الأبيض ..المهم أنها أُكلت ،مش مشكلة يوم أكل الثور الأبيض أو الأسود وصارت البلاد تحت هيمنة وسطوة نخبوية أصبحت هي القانون والقضاء والنظام وخربت كل شيء وأفسدت البلاد والعباد.. وهي قوى متحالفة ومتعاضدة، متعاونة مع بعضها، أي قوى التخلف والفساد والتخريب إلى حد صارت قبضتها حديدية على كل مفاصل الدولة الإدارية والمالية والفنية والتعليمة والصحية والنفطية، بل وأصبحت تطغى على السوق، وتقف وراء التهريب والتهرب الجمركي والضريبي، وهي التي تحظى بالمناقصات الكبيرة والصغيرة للدولة وتتقدم تكاليفها قبل بدء المشروع وإن بدأت لا تكمل تنفيذه ولا أحد يحاسب أو يعاقب، لأنها متنفذة.. والشعب يكابد ويعاني فهم الآخرين.. الحديث طويل لكن العمود محدود. رابط المقال على الفيس بوك