الحديث عن الخيانة الزوجية أمر شائع في كل الآداب الشعبية الإنسانية ، ويتخذ هذا الحديث مضامين وأبعاداً تتناسب مع طبيعة الثقافة الإجتماعية والموروث الديني، بالإضافة إلى المستجدات المرتبطة بالتحولات الإجتماعية والاقتصادية للتجمعات البشرية، وقد ثبت تاريخياً أن الانحلال الخلقي رديف دائم لمجتمعات الغنى المادي الفاجر ، وبالتوافق مع ذلك رديف أيضاً لمجتمعات الرثاثة الأخلاقية النابعة من الفقر الأسود، وليس غريباً - والأمر كذلك - أن يترافق الانحطاط الخلقي مع الحروب وبيئات الفقر الأسود، وكذا في بيئات الفجور المالي النابع من النهب والسلب المنظمين . عطفاً على المقدمة السابقة يمكننا تعريف الخيانة الزوجية بوصفها ذروة التعبير الانحلالي المقرون بسلوكيات وتصرفات من يقومون بذلك .. يتساوى في الأمر الرجل والمرأة . لكن هذه المساواة نسبية ، ففي المجتمعات الأبوية البطرياركية ، يجوز للرجل ما لا يجوز للمرأة ، وفي الموروث الثقافي الأبوي للعرب ما يدلل على ذلك ، فالرجل الخائن يوصف بأنه رجل «خؤون»، فيما توصف المرأة بأنها «خائنة»، ويمكن إدراك المغزى المعنوي لكلمتي خائنة وخؤون، وعلى ذات المنوال يتم الاعتلاء حصراً بمقام المذكر في الكلام، بل إن الأنثى توصف بصيغة المذكر كنوع من التكريم والاعتلاء بمقامها ، ومن يتأمل في الأصول النحوية للمذكر والمؤنث سيجد دون أدنى عناء كيفية انعكاس المراتبية الجنسية في تلك الأحكام. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك