هناك تقاليد وأعراف بالية ترسخت في أذهان بعض المنسوبين إلى مهنة الصحافة والأقلام الرخيصة التي لا ترعوي إلى آداب المهنة ومبادئها السامية، بافتعال الأزمات واطلاق الدعايات المحرضة، وأحداث الضجيج الإعلامي الزائف، وتكثيف حملات التشويه والتضليل الأعلامي كلما أقبلت بلادنا على مرحلة هامة أو سجلت نجاحاً أو إنجازاً في مسار نتائج مخرجات الحوار الوطني أو حققت انتصاراً ساحقاً على قوى الإرهاب وفلول المارقين المخربين.. فالقيادة السياسية المحنكة القديرة ممثلة بالأخ عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية تدرك تماماً مدى أساليب المراوغة والمخادعة لتلك الجماعات المريضة بحب السلطة والثروة.. سعياً وراء مطالب وهمية خوفاً على ضياع مصالحها الذاتية.. والشخصية.. فالقيادة السياسية كلما تحقق انتصار وإنجاز على ارض الواقع ازدادت تلك العناصر في تماديها وتحديها بأعمالها الإجرامية البشعة من تخريب واغتيالات لتهديد الأمن القومي للبلاد.. ولم تكتف بذلك بل حولت نفسها إلى خارج الوطن تمرح وتسرح وترتع في أحضان المجوس، وأصحاب الولائم الدعائية، والأفكار الدخيلة على معتقداتنا وتقاليدنا كمجتمع عربي يمني مسلم له خصوصياته الروحية والحضارية والتاريخية الأصيلة.. كل ما تسعى إليه تلك الفلول المأزومة نفسياً توظيف أحداث وأزمات الوطن لأغراض وأهداف شخصية.. ومآرب مذهبية طائفية عقيمة.. ونرجسية مفرطة لم تعد خافية على احد.. ويحق لنا أن نتساءل: لمصلحة من تعمل تلك الأقلام الرخيصة المنسوبة إلى هكذا «نظام سابق» اهلك الحرث والنسل.. ولم يقتنع بذلك بل يريد إفساد كل جميل ونبيل في هذه الحياة من باب الانتقام والحقد والكراهية.. مصداقاً لقوله تعالى: (في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضاً ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون) [سورة البقرة: 9]. ولمصلحة من تتعالى تلك الأصوات الناعقة كلما تحقق لبلادنا إنجازاً وطنياً.. أو انتصاراً سياسياً.. لماذا يتباكون الآن، ويحولون هذه الانتصارات وتلك الإنجازات الوطنية إلى ذريعة يمتطونها باسم الحفاظ على وحدة الوطن لينفثوا سموم حقدهم وانتقامهم.. وينشروا الأباطيل والأضاليل والدعايات المغرضة.. إلا أن اليمن استطاعت في هذه الفترة الحساسة أن تقدم نموذجاً رائعاً سياسياً وحراكياً وتجربة ديمقراطية ناجحة، ومكانة لائقة في محيطها الإقليمي والدولي.. وهو لم يرق للمارقين الحاقدين المأزومين لذا جن جنونهم.. فانبروا يلهثون وراء افتعال الأزمات واطلاق أبواق الدعايات والشائعات المضللة لإقلاق السلم الاجتماعي والأمن العام.. فهم هكذا دائماً يديرون أسطوانتهم المشروخة المكرورة التي ما برحت تردد شعارات العهد البائد.. وتمجيد كبرائهم وفراعينهم الذين افسدوا البلاد والعباد.. ولكن مهما حاولوا إيقاف عجلة التطور والبناء.. فهيهات لهم أن يوقفوا آمال الرجال الشرفاء عن تحقيق تطلعاتهم وطموحاتهم وأمانيهم نحو بناء اليمن الجديد.. فهم اليوم عاجزون حائرون عن ترميم شروخ انفسهم، ولا يدركون نتائج وخطورة ما يعملون، لأنهم غارقون في سوأتهم وفسادهم فراحوا يقذفون البيت الكبير الذي يأويهم بالحجارة من هنا وهناك مرة باسم الإرهاب.. ومرة باسم القضية الجنوبية.. ومرة باسم الحوثة.. نقول لهؤلاء وأولئك الذين مازالوا في غيهم وضلالهم القديم سيظل اليمن شامخاً بوحدته.. متماسكاً بنسيجه الاجتماعي.. أكبر واسمى وأعلى من مشاريعهم الصغيرة.. وستبقى اليمن شامخة شموخ رجالها الأوفياء رغم الممارسات اللاأخلاقية.. واللا وطنية والأعمال الإجرامية التي يقوم بها المارقون الجبناء فإنها لا تعكس إلا طبيعة نفوسهم المريضة وعقولهم العقيمة.. فعليهم أن يراجعوا حساباتهم ويحتكموا إلى منطق العقل قبل أن تلفظهم شعوبهم.. وحينها يصبحون نسياً منسياً!!.. رابط المقال على الفيس بوك