في الوقت الذي نطالب فيه الدولة بإنشاء العديد والمزيد من الحدائق العامة والمتنزهات والنوادي الثقافية والرياضية لكي يجد الشباب وجميع أفراد الأسر كباراً وصغاراً متنفساً مناسباً لقضاء أوقات ممتعة ومفيدة .. بحيث تكون تلك المنشآت بديلاً نموذجياً لجلسات «القات» الذي يستنزف طاقات المواطنين وأوقاتهم ،الكبار والشباب ، النساء والفتيات وحتى الأطفال وبالأخص في المناسبات السعيدة المعتادة .. وفي الوقت الذي ندعو فيه الجهات المعنية إلى وضع استراتيجية لمكافحة آفة «القات» التي تتزايد أخطارها بشكل ملموس وبصورة مطردة .. والعمل على إيجاد بدائل وآليات تستهدف الحد من ظاهرة توسع زراعته ، والحد من تناوله وضرورة التوعية بآثاره السلبية العديدة .. في هذا الوقت تحولت الحدائق العامة في بعض المحافظات ، وكذلك الشواطئ في المدن الساحلية إلى أماكن لجلسات «القات» ، حيث استغلها وعبث بها عدد كبير من المولعين بتناول هذه الشجرة أحد أسباب البلاء السائدة .. وأصبحت تلك المتنفسات هي الأماكن المناسبة للترويج النموذجي لتناول «القات» بطريقة كريهة ومستفزة ، مما تسبب في تشويه الطبيعة الغناء في الشواطئ والحدائق العامة المحدودة .. ألا يكفي أن «القات» يشكل أحد مصادر الاستنزاف الجائر للمياه الجوفية ، ويؤثر بشكل سلبي مباشر على إنتاج المحاصيل الغذائية وعلى وجه الخصوص الحبوب والفواكه في ظل ما يعانيه البلد من أزمة حادة .. جراء الاعتماد على استيراد القمح وبعض الحبوب نتيجة لعدم الاكتفاء الذاتي من هذه المواد الضرورية التي تمثل بالنسبة لكافة أفراد المجتمع أهمية مؤكدة .. كما تتسبب تلك الشجرة الخبيثة في إهدار الوقت والمال ، إلى جانب التعرض للإصابة بالأمراض المستعصية كالسرطان جراء استخدام المبيدات السامة القاتلة للبشر ، وكل ذلك يؤكد بأن أضرارها خطيرة ومتعددة .. حيث يتضح أن لها أضراراً اقتصادية واجتماعية وصحية ، وبالرغم من هذا ومع شديد الأسف تنتهك الأماكن العامة كالحدائق والشواطئ والمتنزهات وتشوه بتلك المناظر المزرية المؤذية والتصرفات غير الحميدة .. ولا تحرك الجهات المعنية ساكناً للحد من هذه الظاهرة السيئة التي تنتشر في ظل صمت مطبق لهذه الجهات المسئولة عما يحدث لتلك الأماكن العامة المحدودة المتفردة .. وذلك بالطبع يعكس صورة غير حضارية لأبناء اليمن أحفاد بناة الحضارة اليمنية العريقة المجيدة .. فبدلاً من أن تستثمر المنشآت السياحية والترفيهية في المجالات التي يمكن أن تخدم السياحة المحلية أو الخارجية التي تعود على الوطن بالخير بما سيكون لها من مردودات اقتصادية مفيدة .. بدلاً من ذلك تُترك للعابثين من أكلة أوراق «القات» لتشويه جمالها ، وإيذاء الزوار والمترددين عليها سواء من المواطنين والأسر اليمنية ، أو من القادمين للسياحة من البلدان العربية والأجنبية وتلك كارثة أكيدة .. فهل هناك حاجة لإضافة أضرار جديدة إلى الأضرار المتعددة لشجرة الزقوم الجاثمة على الصدور التي تهلك المحاصيل الزراعية وتستحوذ على مخزون المياه الجوفية ، مما جعل أحواض المناطق التي تزرع فيها أو المحيطة بها بالجفاف مهددة ..؟! وماذا يعني السكوت عما يحدث من عبث وتشويه وتجاوزات تسبب أضراراً بالغة بالاقتصاد الوطني وبمصالح أبناء العربية السعيدة..؟! نأمل ألا يطول الانتظار حتى تبادر الجهات المعنية في الدولة بمنع هذا العبث ، ووضع الإرشادات المناسبة للحد منه ، والتصرف حيال المخالفين بحزم وحسم دون هوادة .. فالواجب يحتم على الجميع المبادرة بذلك للمصلحة الوطنية والإنسانية .. وتلك هي القضية. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك