التضامن مع محمد منير هائل المُختطف واجب على كلّ الناس وهو ليس تضامناً أسريّاً أو شخصيّاً أو حزبيّاً أو شللياً أو قروياً ولا يجب أن يكون كذلك، فهو تضامن مع وطن وشعب، لأن هدف الاختطافات هو أمن الوطن واستقراره, والاعتداء على حق أخيك بالحرية والحياة أو أيّ إنسان، قريباً كان أو بعيداً هو بمفهوم الدين والإنسانية والوطنية و أواصر القُربى ووشائح الرحم هو اعتداء على كلّ الناس يجب على الجميع أن يتألّموا وأن يتضامنوا ويفعلوا كلّ ما أمكنهم لحماية حق الحرية والحياة للشخص المُنتهك.. أعني للشعب المُنتهك حقّه في الحياة والحرية.. وهذا التضامن يجب أن يقوم به الجميع دفاعاً عن حقهم وقياماً بواجب التضامن المجتمعي كقضية رأي عام، فالاختطافات هي اعتداء صارخ ضد أمن المجتمع.. هناك أمر في غاية الأهمية وهو الابتزاز الذي يقوم به المختطفون للحصول على المال..لا يمكن أن يُستجاب للابتزاز مهما كان الأمر.. الاستجابة للابتزاز مكافأة للاختطاف وتحويل هذه الجرائم إلى مصدر ثراء وعمل مغرٍ للعصابات، وهو ما يمثّل تهديداً جديّاً للوطن والاستثمار المحلي والأجنبي.. الأمر الآخر هنا هو المحافظة على نبل القضية، يجب أن نحافظ على صفاء ونقاء هذا التضامن، فاستغلال هذه المصائب لتحقيق أهداف حزبية رخيصة أمر مُشين ومسيء، مثل رفع البعض لهتافات سياسية أو مناطقية تسيء إلى بعض المكوّنات الأهلية أو القبلية أو الحزبية بعيداً عن قضية التضامن ومميّعاً لها وهو أمر غريب يسيء إلى المختطف وأسرته ويجرّهم إلى معركة مع البعض في مناسبة إنسانية تستدعي المروءة والرزانة وأخلاق الفرسان.. هناك من يقدّم نفسه خادماً ومتضامناً وهو لايملك أية مؤهلات النُبل.. فالتضامن مسألة إنسانية نبيلة وليست انتهازية رخيصة.. أرجو من مشرفي التضامن في بيت هائل أن ينتبهوا لهذا التوجّه الذي يحاول استغلال مصيبتهم ومصيبتنا إلى مناسبة لتنفيس الأحقاد أو تمرير الإساءة ومنصة للشتائم في غير مناسبة أو إقامة معارك باسمهم.. كما إنه من المعيب استغلال مثل هذه المناسبة الإنسانية والمصيبة الأليمة التي تهدّد أمن وكرامة الجميع وتحويلها إلى مناسبة حزبية يستغلها البعض لإظهارعضلاته الحزبية المترهّلة، لتمرير رسائل خاصة لا تمت إلى عدالة القضية بصلة.. من حق أيّ حزب أو جماعة أن يقيم أية فعالية شعبية أو تضامنية لكن يقيمها بإسمه لابإسم الآخرين وأن يكون مسؤولاً عن شعاراته المرفوعة ورسالته، كما أن استغلال الوظائف والمكاتب الحكومية في الفعاليات أياً كانت هو أمر عرفناه من النظام القديم كبضاعة رديئة يجب أن تنتهي. لا نريد أن نرى تضامناً ضد العنف والاختطاف بمظاهر عنف وأسلحة ومرافقين ومخالفة للنظام العام وارتزاق لا تنقصه الهمجية ومخالفة القانون وإغراق المدينة بالسلاح ومظاهر المرافقين المزعجين.. فمن بين هؤلاء تخرح الكثير من الاختلالات الأمنية التي يشكو منها المجتمع. تعز مدينة مدنية والتضامن يجب أن يكون مدنياً.. وعلى الشارع أن يضغط بصورة مدنية لإعادة المختطف ومعاقبة الخاطفين، لا مكافأتهم، وعلى الحكومة أن تقوم بواجبها وأن تُعلم الناس بما يجري بشفافية، لأن مسألة استمرار اختطاف مواطن يمني بأيدٍ يمنية هو عار يلف الجميع، وقضية رأي عام وكرامة مواطن قبل أن تكون قضية شخصية أو عائلية. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك