لم تعد الجامعة في العصر الحديث مجرد مؤسسات تعليمية او اكاديمية مهمتها فقط تخريج كوادر بشرية متخصصة في مختلف المجالات العلمية والتطبيقية , لكنها اليوم بالإضافة الى ذلك مؤسسة بحثية تنموية اجتماعية تلعب دوراً مهماً وأساسياً في خدمة المجتمع وتنميته وتطويره في مختلف المجالات من خلال عدة وسائل وأساليب تندرج ضمن اشكال واستراتيجيات تحقيق الشراكة المجتمعية بين الجامعات ومختلف قطاعات المجتمع .وهذا بلا شك يتطلب في المقام الاول وجود قيادات فعالة للجامعات تدرك اهمية دور الجامعة فى خدمة المجتمع , وتتقن فن الإدارة الفعالة والتعامل الراقي مع منتسبيها من اساتذة وعاملين وطلاب , وكذلك مع مجتمعها من افراد ومنظمات . قبل اسبوع كنت احد المدعوين لحضور فعاليات اليوم الثقافي لمستوى الطلاب والطالبات في الجامعة اللبنانية الدولية فرع تعز . والذي صاحبه إقامة طبق خيري خصصت ايراداته لصالح مرضى السرطان في محافظه تعز وبرغم إعجابي بفكرة اليوم الثقافي ومعظم فعالياته والتي تؤكد أهمية مساهمة الجامعة في خدمة المجتمع إلا أن اكثر ما أدهشني وأثار اعجابي اثناء متابعتى فعاليات هذا اليوم هو مدى قرب قيادة هذه الجامعة من طلابها وتفاعلها معهم ومشاركتها لهم في مختلف انشطتهم وفعالياتهم , وقيام رئيس الجامعة اللبنانية فى اليمن ومعه القيادات الادارية والأكاديمية في فرع الجامعه بتعز بمشاركة بعض طلاب الجامعة فرحتهم ورقص الدبكة اللبنانية معهم على المسرح وأمام كل الضيوف والحاضرين دون أي اعتبار للبرستيج والفوارق المصطنعه بين قيادات وأساتذة الجامعة وطلابها والذي نشاهده ونلمسه كثيرا في معظم جامعاتنا الحكومية والخاصة للأسف الشديد . حيث نجد الكثير من رؤساء هذه الجامعات ونوابهم وعمداء الكليات يضعون انفسهم في بروج عالية مشيدة ويحيطون انفسهم ببطانة خاصة من الشخصيات الاكاديمية والإدارية البعض منهم من المطبلين والمجاملين لهم والمستفيدين منهم يزينون لهم كافه اعمالهم وإن كانت قاصرة ومحدودة ولا تفيد الجامعة او الطلاب او المجتمع , وينقلون اليهم ما يحلو لهم من اخبار وتقارير بعضها للأسف الشديد كيدية هدفها الاساسي تعميق الفجوة بين قيادات الجامعة العليا وبعض منتسبيها الجيدين من اساتذة او موظفين او طلاب , حفاظاً على مراكزهم ومصالحهم التي يمكن ان تزو ل في حالة معرفة وإدراك هذه القيادات بحقيقة هؤلاء وبما يدور حولهم .. إن القيادة الفعالة للجامعة تقتضي من رؤساء الجامعات ونوابهم وعمدائهم ان يدركوا جيدا ان سر نجاحهم في تحقيق وانجاز مهامهم للارتقاء بجامعاتهم وكلياتهم وتعزيز قدرتها التنافسية في العصر الحديث - عصر التقدم العلمي والتكنولوجي والمنافسة المتنامية بين مؤسسات التعليم العالي الرسمي والخاصة والتوجه نحو تطبيق معايير الجودة والاعتماد الاكاديمي - مرهون بمدى قدرتهم وكفاءتهم على قيادة دفة العمل الاداري والأكاديمي بأساليب وطرق حديثة ومتطورة , تعتمد على المشاركة الفعالة لجميع منتسبي الجامعات من اساتذة وطلاب وعاملين في صناعة القرار ورسم الخطط والاستراتيجيات لتطوير الاداء الاداري والأكاديمي في الجامعات واختيار الكوادر المتخصصة والنزيهة والفعالة لشغل المناصب الادارية والأكاديمية في الجامعات وفقا للمعايير القانونية والتخصصية وعلى قاعدة وضع الشخص المناسب في المكان المناسب , بعيدا عن أي اعتبارات شخصية او سياسية او مناطقية ضيقة . والعمل بروح الفريق الواحد والنزول الميداني المستمر لزيارة كل مرافق الجامعة والاقتراب من العاملين فيها والطلاب والإصغاء اليهم ولمشاكلهم ومتطلباتهم والتوجيه السريع بمعالجتها في الوقت المناسب , وفتح قنوات جديدة للاتصال والتفاعل المباشر بين قيادات الجامعات والعاملين فيها وطلابها دون وسطاء , مثل القنوات الالكترونية كالبريد الالكتروني وشبكات التواصل الاجتماعي وتطبيقات المحمول. ختاما اشكر الاستاذ الدكتور رئيس الجامعة اللبنانية في اليمن , الذي اخبرني وتأكدت من العديد من طلابه ان هاتفه المحمول في متناول كل طالب وموظف في جامعته وفروعها , يتصلون به مباشرة و في أي وقت لإطلاعه على أي مشكلات يواجهونها ولم يجدوا لها حلا لدى ادارات الفروع او الكليات والأقسام التى ينتمون اليها مباشرة , واشكر فريق عمله من قيادات الفروع والكليات الذين جسدوا بشكل عملي وملموس معنى القيادة الجامعية الفعالة بمشاركتهم وتفاعلهم مع طلابهم وموظفيهم ومساهمتهم في خدمة مجتمعهم وأتمنى ان تعم هذه التجربة الناجحة مختلف جامعاتنا ومؤسساتنا التعليمية . رابط المقال على الفيس بوك