في المدينة الحالمة عاصمة العلم والثقافة تم إنشاء جامعة تعز لتشكل بحد ذاتها أهمية خاصة وإضافة متميزة لهذه المحافظة المتعطشة دائماً للمزيد من العلوم والمعارف والمهارات , كون أبناؤها الأكثر إقبالاً على التعليم والأكثر حباً وشغفاً في تلقي مختلف العلوم الحديثة في شتى المجالات . ولهذا كنت وغيري من الاكاديمين الذين كان لهم الشرف الكبير في العمل بهذا الصرح الأكاديمي فور صدور القرار الجمهوري بافتتاح جامعة تعز أوائل التسعينات . نحلم ونتطلع أن تكون هذه الجامعة متميزة عن غيرها من الجامعات الحكومية اليمنية كونها في محافظة متميزة ومشهورة بالعلم والثقافة، لكن للأسف الشديد رغم التطور الكمي في مرافق الجامعة و أعداد الطلاب الملتحقين بها والمتخرجين منها وتنوع كلياتها وتخصصاتها العلمية خلال السنوات الماضية ، إلا أن هذا التطور الكمي لم يصحبه تطور نوعي ملموس وفعال في جودة التعليم وجودة الأداء الأكاديمي وجودة المخرجات على مدار السنوات الماضية وهذه بعض التساؤلات التى أضعها بين يدي قيادات جامعة تعز ممثلة برئيس الجامعة ونوابه الكرام : - لماذا يعاد مبلغ يفوق النصف مليون ريال يمني من ميزانية الجامعة كوفر في الميزانية إلى وزارة المالية في الوقت الذي يفتقر أحد الأقسام العلمية بالجامعة إلى أبسط متطلبات الأداء الإداري جهاز حاسوب للمكتب وطابعة وأربعة كراسي جلوس وثلاثة دواليب لحفظ الأوراق لا تتعدى قيمتها جميعاً نصف مبلغ الوفر؟ّ - لماذا أكثر كليات الجامعة من حيث عدد الطلاب وهي كليه العلوم الإدارية تمتلك مبنى واحداً آيلاً للسقوط يتردد عليه أكثر من 5000 طالب في مختلف الأقسام العلمية بهذه الكلية , في الوقت التي تمتلك فيه كليات أخرى بالجامعة لا يتجاوز عدد طلابها ثلث طلاب العلوم الإدارية عدة مباني ؟ لماذا لا تلتزم الجامعة بلائحة القبول والتسجيل في نظام التعليم الموازي والنفقة الخاصة من حيث عدد الطلاب المقبولين ومعايير القبول في هذا النظام ؟ - لماذا تفتقر كلية العلوم الإدارية بالجامعة إلى أبسط الإمكانات والوسائل التعليمية والموارد المالية الكافية لتحسين وتفعيل أدائها الأكاديمي رغم أنها أكثر كليات الجامعة تحقيقاً لإيرادات مالية لخزينة الجامعة بحكم كثافة عدد طلابها وخصوصاً في نظام التعليم الموازي والنفقة الخاصة ؟ - لماذا يتم تأخير أو إخفاء دعوات مشاركة في مؤتمرات علمية خارجية موجهة لبعض أساتذة الجامعة وتسليمها لهم بعد انتهاء هذه المؤتمرات؟ ولماذا لا تصل المذكرات الخاصة بطلبات المشاركة في بعض المؤتمرات والفعاليات العلمية والأكاديمية الداخلية والخارجية الى الكليات والأقسام المعنية في الوقت المناسب وتصل غالباً بعد انتهاء مواعيد تقديم الملخصات والأبحاث للمشاركة في هذه الفعاليات ؟ - لماذا لا تتم متابعة المعيدين المبتعثين للدراسات العليا في الخارج بشكل دقيق وفعال لمعرفة أوضاعهم ومستوياتهم ومسيرتهم الدراسية والمتعثرين منهم وظروفهم بالتنسيق مع الملحقيات الثقافية في سفارات بلادنا في الخارج ؟ - لماذا السكوت والتغاضي على العديد من الممارسات والتصرفات الخاطئة والفاسدة في بعض الأحيان لبعض منتسبي الجامعة من قيادات إدارية وأكاديمية وموظفين وعدم محاسبتهم أو تغييرهم على الأقل ؟ - لماذا يتم صرف بدل سفر بآلاف الدولارات لبعض منتسبي الجامعة لزيارات خارجية لا تتعلق بفعاليات علمية وأكاديمية ولا تسمن ولا تغني من جوع ؟ - لماذا لا يتم تفعيل أداء ومهام المراكز والدوائر التابعة للجامعة لتحقيق أهدافها في خدمة الجامعة والمجتمع ؟ ختاماً يمكنني القول بأنة قد آن أوان التغيير في جامعتنا الحبيبة نحو الأفضل وفي كل الجوانب الإدارية والأكاديمية، وهذا التغيير يجب أن يكون نابعاً من حب وحرص جميع منتسبي الجامعة على تطوير أداء الجامعة وتفعيل دورها في خدمة المجتمع والبيئة المحيطة، كما يجب أن يكون هذا التغيير مدروساً ومخططاً وشاملاً يستند إلى معطيات الحاضر ومتطلبات المستقبل ويواكب التطورات في مختلف الجوانب الإدارية والأكاديمية. *أستاذ التسويق المساعد / جامعة تعز رابط المقال على الفيس بوك