أستغرب ممن يدعون لإقالة فلان وعلان مهما علا شأنه في الدولة.. إذ ينبغي أن يسبق الإقالة ويعقبها أمور هي أهم من فكرة الإقالة والإطاحة بالأسماء الثقيلة وزناً ودرايةً بواقع الحكم والبلد. لا ينبغي أن نجعل الشخصنة معياراً لاحتجاجنا ومراماً لنتائج أوجاعنا.. بقدر ما يجب أن نركّز على الأخطر من ذلك.. من خلال العصبة المتماهية في قلب الحكم ومفاصل الدولة.. قد تحتمي باسم ذلك الشخص.. وقد تخدمه بطريقتها التي لا يفقهها إلا خبراء الرقابة الفعليّة للأداء الحكومي.. ومهندسو العقل الأمني للوطن. أرى أنّ عصابات القتل والتدمير والانتحار وكل ما شابه ذلك وآذى البلد.. هي أهمّ من الرؤوس الكبيرة في مرحلة خطيرة كهذه المرحلة التي نعيشها.. إذ قد يمكن إقالة رأس الحربة بينما العصابة تستمر بالعبث بطريقتها التي لا يمكننا حسم تمددها في الشرّ إلا بمحاكمةٍ عادلةٍ تبدأ من الرؤوس الكبيرة وتتكشّف من خلالها خيوط الفتنة المنصهرة في مفاصل أمن البلاد الموجوعة. سيدي الرئيس.. الأجهزة الأمنية في اليمن فيها الكثير من الشرفاء الذين يستحقون منحهم الصلاحية التي تمكنّهم من إيقاف الأفاعي العابثة بجسد الوطن.. وأجهزة الدولة الأخرى ممتلئة بمن أفنوا أعمارهم كمداً وهم يرون عيال الذوات والمؤلفة جيوبهم وعقولهم يلطخون البلد بأسوأ الجرائم وأنكاها .. فامنحهم ما يستحقون.. ليهبوا الوطن أماناً يصبو إليه. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك