العالم الإسلامي يعاني اليوم من تفرق وتمزق وتشرذم المسلمين بين الجماعات والحركات الدينية التي لم تعد بعدد أصابع اليد بل تجاوزت عدد أصابع اليدين، ولو قام أحدنا بإجالة عقله، وذاكرته في العالم الإسلامي أن الجماعات والحركات الدينية لاستغرب واندهش من الكم الذي يفوق أصابع اليد يمكن إلى أكثر من الضعف، وتعالوا نرى “الإخوان المسلمون، السلفيون ، الدعوة ، السنة ، الشيعة، أنصار الله، القاعدة، الجهاد ، حركة حماس، أنصار الشريعة، أنصار القدس، النصرة ، الصوفية ، جيش محمد ، الألوية المتعددة الصفات، الجماعات العلوية، إخوان بلا عنف، إضافة إلى بقية المذاهب مثل الوهابية، والأربعة الأصلية الشافعية، والحنفية ، والمالكية، والحنبلية، وكذا الزيدية في اليمن، ومازال هناك الكثير لا نذكر أسماءها.. لكن المهم أن هؤلاء قد مزقوا الإسلام ومزقوا المسلمين وأحدثوا شرخاً عميقاً عريضاً بين أبناء الأمة الإسلامية الذي قال الله تعالى فيهم “ إن هذه أمتكم أمة واحدة، وأنا ربكم فأعبدون” وقال سبحانه من قائل : “إنما المؤمنون إخوة” بينما هذه الجماعات والحركات والفرق قد مزقت الأمة، وبذرت العداوة والبغضاء، والحقد ، والكراهية والتطاحن، والتناحر بين أبناء الإسلام.. صاروا يكفرون بعضاً ويبيحون دماء وأعراض وأموال بعض وبأساليب وطرق وحشية بشعة في الوقت الذي يعرفون أن الله سبحانه وتعالى قد أرسل محمداً عليه الصلاة والسلام وأنزل عليه القرآن رحمة للعالمين، “وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين” وحسب القرآن الكريم محمد والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم فبأي دين أو إسلام تدين هذه الجماعات والحركات، والفرق إذا كانت تحالف الإسلام ذاته كتاباً، وسنة وفقهاً سوياً مستقيماً؟!! كنا نعلم عن السلفية في اليمن أنها مدرسة واحدة وتتبع الشيخ مقبل الوادعي.. وكانت كافرة بالديمقراطية والحزبية.. لكننا اليوم نجد السلفية ثلاث فرق هي حزب الرشاد فصيل، والسلفية الإمامية نسبة إلى محمد الإمام في معبر، وسلفية ثالثة هي سلفية الحجوري في دماج.. وهذه الأخيرة تكفر الجميع كفرت كل الممثلين في مؤتمر الحوار وأعضاء مجلس النواب وكفرت حتى حزب الرشاد السلفي، وهي في حرب مع أنصار الله في صعدة، هذا وفي اليمن توجد القاعدة وهي تشن حرباً على الجميع، وتضرب في كل مكان دون تمييز، أو تفريق بين مدنيين أبرياء، وجنود في خدماتهم ومعسكراتهم وبين من يلاحقهم ويواجههم بالسلاح. وهكذا صارت البلاد العربية واليمن في فوضى دامية وتخريب ودمار شامل فكلنا في أقطار العرب وأمصار الإسلام سواء.. وحتى العلماء انقسموا تبعاً للأحزاب والمذاهب، فتجد أن هناك جمعية للعلماء اليمنيين، وتتبع حزباً معيناً، بينما توجد أخرى باسم هيئة العلماء اليمنيين، وتتبع أحزاباً أخرى بينما هناك كيان علماني ثالث باسم رابطة العلماء اليمنيين وتتبع أحزاباً ثالثة.. وهكذا يعزز العلماء انقسام المسلمين في اليمن بانقسامهم وعليه يكونوا سبباً في إثارة الفتن والشجارات والحروب بين أبناء الأمة، ويكفي ما تعانيه اليمن، والله المستعان!! ولا حول ولا قوة إلا بالله. رابط المقال على الفيس بوك