ضجت مواقع الفيس بوك والتواصل الاجتماعي بمنشورات التضامن مع الفتاة السعودية هدى واليمني عرفات هتف الجميع لنصرة الحب ونظمت لأجل ذلك مسيرة , وكتب للحب النصر , وبذل تجار ,وخيرون أموالاً ,وتبرعات , رفعت عنهما وقْع الظلم ليعيشا رغداً ,ونعيماً.. تلك المناصرة الشجاعة ,هنا لا ألوم كل ذلك التضامن , أو بصدد انتقاده لكني أرجو مثل هذا التضامن والضغط الشعبي في قضايا أخرى كقضية الطفل المغتصب , والقتيل سفيان كي لا نجد أنفسنا في مأزق إنساني بعيدين عن فهم معنى المناصرة , والتضامن , ويجعل للإنسانية مفاهيم أخرى , ومن التضامن, وزخمه , مكايدة ,واستعراض , ونكاية ولا أكثر .سفيان الذي اعتدي عليه وقضى نحبه في ذلك الاعتداء الوحشي كان ضحية جهات مسئولة لم تحرك ساكناً , وضمير مجتمع صمت عن مرام , وفتاة عصر , من قبل , لأن غياب رد الفعل الشعبي, والمجتمعي , الذي يرقى لحجم الجريمة , يشكل ورقة ضغط على الجهات الأمنية ,والمسئولة ,يجعلنا نتخلص من الذئاب البشرية المتربصة بصغارنا في لحظات غفلة ,و أمنة خاطئة لمن حولنا ,وحولهم سفيان الفتى اليتيم لم يكن يتمه , وحياته الصعبة سببان كافيان ليرأف به أولئك السفلة , الذين لا نعرف حتى اللحظة هل ستصل لهم الأجهزة الأمنية , أم أنهم لا يزالون بيننا يترصدون صغيراً آخر لينزلواعليه فظاعات شذوذهم ,وحقارتهم , صغيراً ذنبه مجتمع لم تعد تحركهُ حتى جرائم اغتصاب صغاره .سفيان يا صغيري.. لا تعذر خذلاننا , ونسيان فظاعة ما جرى معك , فمن قبلك خذلنا , وفرطنا في مرام ,فلم نسمع أو نرى عقوبة من هتكوا براءتها حتى اللحظة . سفيان يا صغيري سأقص عليك قصة سردها لنا أباونا ,عن رجل ساد حبه قلوب كل اليمنيين قبل أن يسود عدله ,ورخاء حكمه أرضهم , رجل لم نره ولم نعاصره لكننا أحببناه أيما حب , كان إسمه إبراهيم الحمدي,لا اعرف يا صغيري هل سبق وسمعت عنه لكم أرجو ذلك وكم يؤسفني إن كنت لم تسمع به لأن السفلة لم يمهلوك, وكذلك الجري وراء لقمة العيش , والدراسة في نفس الوقت حتى كتب المنهج التي تثقل ظهرك , ويضيق بها صبرك حين تعرقلك عن الجري وراء لقمة عيش إخوتك,ووالدتك عمداً لا ذكر فيها لذلك العظيم ..باختصار يا صغيري يحكى أن ذئباً بشرياً في عهده قام باختطاف طفلة ,واغتصبها, وقتلها لاحقاً تماما ًكما حدث معك فما كان من ذاك الرجل إلا استنفار كل الأجهزة الأمنية,وإلقاء القبض على أولئك السفلة ,ليس ذلك وحسب بل ,وإعدامهم على وجه السرعة , وفي ميدان المدينة وأمام جمع غفير من الناس , وقبل الإعدام مروا بهم كل شوارع المدينة تعزيراًقبل قتلهم , باختصار يا صغيري سرعة القصاص من القتلة , والمجرمين , بعقوبات رادعة ومعلنة تجعل مثل هذه الوحشية ,والإجرام الذي تعرضت لها يا صغيري لا تتكرر ..فهل تكون أنت آخر صغارنا الذين نفقدهم بهذه الوحشية , وآخر من نفقدهم بمماطلة القانون ,وتنفيذ الأحكام , وعراء الضمير.في الأخير الإعلان عن الجريمة ليس منتهى الواجب,فالكشف عن العقوبة الرادعة ,وبثها وإعلانها بقية الواجب , لابد أن نرى قتلة سفيان ينفذ بهم حكم الشرع على مرأى , ومسمع ليكونوا عبرة لكل من تراودهُ نفسه , وضميره أن يكون ذئباً يوما ما . تساؤلات ..من يقف وراء توالي هذه الجرائم البشعة , الغريبة على مجتمعنا , وتواليها اليوم ؟ هل للأمرعلاقة بإشاعة هاجس انعدام الأمن ,والأمان, والحنين للماضي؟