لا يتوق إلى التشظي والتقسيم إلا من في قلبه ومن جعل من نفسه أداة بيد الغير يسيرها كيف يشاء لتدمير الوطن ولا يفعل ذلك إلا من يشعر بالنقص وليس لديه طموح أكثر من خدمة الغير وتنفيذ رغباتهم العدوانية على قدسية التراب اليمني ولا يعرف التاريخ ولا يؤمن بثوابت الدين والوطن والانسانية بقدر ايمانه بخدمة الذين يرون في وحدة اليمن انتقاص من رغباتهم في الاذلال والتركيع والابتزاز والاستغلال والسيطرة على ما تبقى من الوطن العربي الكبير. كما ان البعض من أبناء جلدتنا الذين وقعوا تحت سيطرة بعض القوى لم يعودوا يعرفون السيادة ودلالاتها بسبب استجلابهم للقوى الاستعمارية ولم يشعروا إلا بالعبودية والاذلال لذلك المستعمر الذي بسط قوته المباشرة على ارضنا العربية المنتجة للخيرات ولم يتنفسوا السيادة إلا في اليمن هذا الجزء الذي حماه الله من وطأة الاستعمار وبدلاً من العمل على مساعدة اليمن على المزيد من التوحد والقوة سخروا الفتات العائد اليهم من الشركات الناهبة لخيرات الوطن العربي لمحاربة الوحدة اليمنية لكي لا يبقى في الوطن العربي صوت ينادي بالحرية وقيام الولايات العربية المتحدة التي ينبغي ان تأخذ مكانها الحقيقي في مجلس الأمن من خلال العضوية الدائمة لحماية آدمية وكرامة وعزة الانسان العربي. إن صوت الحرية الذي انطلق من الركن الجنوبي العربي لشبه الجزيرة العربية في 22 مايو 1990م بات المقلق للقوى الصهيونية والاستعمارية ولأن تلك القوى قد عجزت عن فرض الاستعمار المباشر على اليمن فقد وجدت في الخاضعين لإذلالها فرصتها لتجعل منهم اداتها التدميرية لتمزيق صوت وإرادة الحرية لتركيع احرار اليمن وتمزيق أرضهم ومحو آثار الدولة اليمنية من خارطة العلاقات الدولية ولم يدرك أولئك ان اليمن الواحد والموحد والقوي والقادر هو صمام أمان لكرامة الانسان العربي ومشكاة نور الإسلام وان تلك المحاولات الخيانية لن تزيد اليمنيين من المحيط جنوباً إلى البحر غرباً والخليج شرقاً إلا قوة وتماسكاً لأن منبع الحرية والانسانية هو درع للأمة ومن أجل ذلك يتداعى اليمنيون كافة للحفاظ على وحدة الأرض والانسان والدولة ولن يفرطوا في الأمانة لأنهم أشد اعتصاماً بحبل الله المتين.