سواء انتهى الحوار نهاية هذا الأسبوع أو تأخر فهي أيام من الخطر سنعيش فيها احتمالات مفتوحة على كل التوقعات مع وجود من يبني بقاءه على سقوطنا بفوضاه متحينا إعلان نفسه مخلِّصا. أمامنا جناح صالح في المؤتمر الشعبي يسعى حثيثا لخلق عراقيل آخرها رفضه لتقرير العدالة الانتقالية جملة وتفصيلا بعد أن كان وافق على عدد من بنوده، ورفضه التوقيع على وثيقة القضية الجنوبية بدعوى أنه يرفض تقسيم اليمن. وأمامنا الحوثي الذي فجأة وسع مواجهاته ويستفز ويقاتل على أكثر من جبهة في صعدة في حجة وأرحب والجوف بجلافة وغباء وبطريقة لا تنتمي إلى ما يفكر به اليمنيون تدل على أنه لم يستوعب الدرس بعد. يفخر الحوثي بالقتل ويعده انتصارا، وفي لغة الأوطان كل نصر اتكأ على قتل أبنائه بعضهم لبعض هو بالأصل خسارة ستظهر آثارها عاجلا أم آجلا. وأمامنا جزء من الحراك الجنوبي يلهث للسيطرة وفرض الأمر الواقع ، وبث الكراهية والعنف في اليمن يحجز المواقع الواهمة لطموحاته الأشد وهما، ينتهز الفرص المُتاحة لتعزيز عمالته لأطراف الخارج فيما هو يدعي حمله لقضية وطنية. وأمامنا جماعة من الانتهازيين أصحاب اللامشروع “الإمعات” الذين يتلونون بحسب اللون ويدورون مع السياسية حيث دارت حتى لو كانت الجحيم نفسه. وهؤلاء بيادق في لعبة تقودها الأنواع السابقة يحركونها حيث شاءوا. السؤال الآن هل سندع كل هذه الفوضى وصانعيها دون حساب أو عقاب في محاولاتهم اغتيال حلم اليمنيين في التغيير وتأسيس دولة حرية عدالة ومساواة، مثلما صمتنا على محاولاتهم عرقلة الحوار بكل وسيلة من وسائل التدمير. إننا أمام فرصة أخيرة البديل لها هو الكارثة فهل سنسمح لها أن تحدث ؟ سيكون على الرئيس هادي أن يعمل مع كل من يسانده من الشعب العام 2014 في ربعه الأول الوفاء بما وعد به من إنهاء الحوار بعد تأجيل نهايته. وسيكون عليه إذا ما واجه عراقيل وصعوبات أن يعلنها للشعب ويعلن من يقف خلفها فلا تحتمل اليمن صبرا لا ينتهي بنتائج تحقق تطلعاتها إلى أمل أخير يأتي من مؤتمر الحوار. حين خرج اليمنيون إلى شوارع المدن مطالبين بإسقاط نظام صالح كان هذا التزام منهم بالتغيير وعدم العودة إلى عقلية الأزمة وتمجيد الحروب لكن البعض لم يصمد طويلا وسرعان ما سقط قناعه. لقد استشهدوا لأجل التغيير وهبوا الأرواح رخيصة لوطنهم، هو عهد قطعوه على أنفسهم فليطمئن الداعون إلى تحقيق الحلم لعهد الشهداء وليجرب الساعون لوأد الحلم مواصلة محاولاتهم ليعرفوا صدق من ضحى. [email protected]