ودعنا العام الميلادي 2013م الذي رحل مخلفاً وراءه تركة ثقيلة من المشكلات والقضايا التي لا حصر لها لخلفه العام الجديد 2014م تتمثل بالوضع الاقتصادي الصعب الذي تعاني منه بلادنا وأعمال العنف الطاحنة التي تدور رحاها في منطقة دماج وعدد من المناطق في محافظات صعدة وعمران وحجة بين فئتين من أبناء الشعب اليمني المسلم.. حيث ما زالت الأرواح البريئة تزهق والدماء الزكية تسفك يومياً ولم تفلح كل الوساطات التي بذلت لإيقاف نزيف الدم بين الإخوة في الوطن والذين أعماهم التعصب المذهبي المقيت عن رؤية الحق والعودة إلى جادة الصواب. رحل العام 2013م ومازال مؤتمر الحوار الوطني منعقداً بسبب بروز عدد من القضايا الخلافية التي أدت إلى تأخير موعد اختتام أعماله كما كان محدداً له في ال28 من سبتمبر العام الماضي فما زال مستمراً في الانعقاد لفترة إضافية تجاوزت الثلاثة الأشهر ولم يتم بعد تحديد موعد اختتامه.. وكل اليمنيين ينتظرون بفارغ الصبر انعقاد الجلسة الختامية التي سيتم فيها إعلان المخرجات التي توصل إليها المتحاورون على مدى أكثر من تسعة أشهر، ويأمل أبناء الشعب اليمني كافة أن تكون تلك المخرجات ملبية لآمالهم وطموحاتهم وتطلعاتهم. نتطلع في العام الجديد أن تتحسن الأوضاع الاقتصادية والمعيشية وتنتهي مآسي الحروب العبثية وجرائم القتل والإرهاب والتخريب والتهريب والاعتداءات على المنشآت النفطية والغاز والكهرباء والاتصالات.. نتطلع إلى أن يكون العام الجديد عام أمن واستقرار ووفاق ومحبة وإخاء وسلام بين جميع اليمنيين. نتمنى أن تتجاوز الأحزاب وكل القوى السياسية والاجتماعية خلافاتهم السابقة، ويضعوا المصلحة الوطنية العليا فوق كل المصالح الحزبية والشخصية الآنية والضيقة.. ونتمنى أن تضع الحرب المجنونة في دماج وبقية المناطق أوزارها وأن يعم السلام كل أرجاء اليمن وأن يسود منطق العقل والحكمة على منطق القوة والهمجية ولغة الحوار على لغة البنادق والرشاشات.. نتمنى أن يعود أولئك السائرون في غيهم ممن ضلوا عن الطريق القويم إلى رشدهم.. نتمنى أن يراجعوا حساباتهم ويتقوا الله في وطنهم وشعبهم فيتخلوا عن مفاهيمهم المغلوطة حول الإسلام الذي هو دين الرحمة والتسامح والمحبة والإخاء والتعاون على البر والتقوى وليس القتل والخراب والدمار والتعاون على الباطل والإثم والعدوان. نتمنى في العام الجديد 2014م أن يتمكن شعبنا اليمني من تجاوز كل مخلفات الأزمة السياسية التي عصفت بالوطن في العام 2011م والسير بخطى ثابتة نحو اليمن الجديد والمستقبل الأفضل الذي ينشده كل اليمنيين.. نتمنى أن نرى أولئك الذين يحملون على أكتافهم البوازيك والكلاكنشوف والمعدلات والقنابل وقد استبدلوها بحمل معاول البناء والإعمار.. و نتمنى من أولئك الذين يحملون السلاح والقنابل والأحزمة الناسفة ليقتلوا إخوان لهم في الدين والوطن أن يتقوا الله ويعودوا إلى رشدهم.. ونتمنى من أولئك الذين يرتكبون جرائم الاغتيالات والتقطعات والسلب والنهب وأولئك الذين يفجرون أنابيب النفط والغاز وأبراج وخطوط الكهرباء وشبكة الاتصالات أن يعودوا إلى جادة الصواب ويكفوا عن ارتكاب جرائمهم ويتوبوا إلى الله توبة نصوحا. نتمنى من القيادة السياسية والحكومة الموقرة إصدار التوجيهات الحازمة والحاسمة لأبطال القوات المسلحة والأمن البواسل الضرب بيد من حديد دون رحمة أو شفقة ضد أوكار الإرهاب والإرهابيين والمخربين وكل من تسول لهم نفوسهم العبث بأمن واستقرار الوطن ووحدته وسيادته الوطنية والمنجزات الوطنية التي تحققت لأبناء الشعب اليمني منذ قيام ثورة السادس والعشرين من سبتمبر 1962م وحتى اليوم. نتمنى أن يحل علينا العام القادم 2015م وقد تجاوزنا كل المصاعب وحققنا كل الآمال والتطلعات.