امتلأت الشوارع , والأزقة بشعارات خضراء ,وملصقات خضراء , بدعوى التجهيز للاحتفال بالمولد النبوي , غير أن تلك الأمور حقيقة لا تفتأ إلا أن تذكرني بجنون الأخضر للقذافي وكأن الرجل مات ليترك راية جنون الأخضر للبعض اليوم , طغيان الأخضر على مناسبة مولد النبي عليه أفضل الصلاة والسلام , يشبه طغيان اللون الأحمر على كل شيء في ميلاد المسيح فهل هذه بداية للكريسماس الإسلامي ؟ دوماً كنا نحتفي بالذكرى العظيمة , و يمر مولد السلام بسلام , فما الذي جد , واستجد لنصبح نترقب كل عام هذه المناسبة ,وقلوبنا وجلة مما قد يحدث من تطرف , وعنف خصوصاً مع توارد أخبار زحف الحوثيين باتجاه العاصمة بذريعة الاحتفال بالمولد النبوي ,التي قد يلقي السيد (عروس المولد) فيها خطاب , وربما لا فهو منشغل بحروب استرداد (الولاية ) . بعيداً عن البدع , والضلالات , وعن الاحتفال , معارضته , أو المبالغة فيه , أجدني أدخل في تساؤلات عديدة هل احتفل النبي عليه الصلاة والسلام بعيد مولده إبان حياته ؟ وإن كان قد احتفل بمولده العظيم لما لم يذكر ذلك في السنة النبوية , أو الأحاديث ؟ هل أحتفل الخلفاء الراشدون من بعد وفاته بذكرى مولده صلى الله عليه وسلم ؟ في الحقيقة بحثت عن ذلك كثيراً ولم يثبت لي أن الرسول ,أو أصحابه الخلفاء الراشدين , بما فيهم علي كرم الله وجهه ابن عمه , وزوج ابنته الزهراء , ولا الحسن , ولا الحسين , قد فعلوا ذلك وأقاموا الاحتفالات بتلك المناسبة . لم يحتفل الرسول الأعظم بمولده الشريف, ولم يفعل ذلك الخلفاء الراشدون من بعده , وتحديداً علي كرم الله وجهه ,ولا حتى أبنائه الحسن , أو الحسين , ولا التابعين, من أحفاده ,و الصالحين من ذريته صلى الله عليه وسلم فمن أين جاءت فكرة الاحتفال ؟ هل يمكننا القول إن الفكرة جأت تقليداً عن النصارى في احتفالهم بعيد مولد المسيح عليه السلام ,فيما يطلق عليها أعياد الميلاد , أو (الكريسماس ), لكنهم كانوا يفعلون ذلك ومنذ أيام المصطفى عليه الصلاة , والسلام , فلما لم يحتفل النبي بميلاد المسيح لو أنه رأى الاحتفال صحيحاً , وعملاً صالحاً يرضي الله, ورسوله ألسنا نحن أولى بهذا الأجر ,والثواب , وأولى بالمسيح من النصارى ,على قياس ما فعله الرسول مع يوم عاشوراء, فقد ورد أن النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم قدم - المَدِينَةَ، فَرأى اليَهود تصوم يوم عَاشُورَاءَ، فَقال: (( مَا هَذَا))، قالوا: هَذَا يَوْمٌ صَالِحٌ، هَذَا يَوْمٌ نَجَّى اللهُ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ عَدُوِّهِمْ، فَصَامَهُ مُوسَى، قال: (( فَأنَا أحَقُّ بِمُوسَى مِنْكُمْ))، فَصامَهُ وَأمَرَ بصيامه ,بل وزاد عليه لو عشت السنة التي بعدها لاصومن يوما قبله أو بعده مخالفة لليهود , المشكلة اليوم ليس في الاحتفال , أو لا , فهذه ذكرى عظيمة , وغالية على قلوبنا جميعاً , لكن أن ترافقها ضلالات , وبدع , وفتن , واقتتال , ومبالغة , هو من يجعلنا نمتعض من هكذا تصرفات , وتحديداً بدع اللون الأخضر , الذي كل ما رأيتهُ مرفرفاً في شوارع العاصمة , وأزقتها تذكرت القذافي صاحب الجنون الأخضر , ولا أكثر , ثم يا هؤلاء .. كيف تدعون حب النبي في تلك التصرفات , والتحضيرات , وانتم تريقون الدماء في دماج ,والجوف ,و كتاف , وغيرها من المدن , متناسين أن المصطفى كان نبي الرحمة , والسلام , أفيدونا فقط من أين جئتم بهذه البدع ؟ فلاهي في الكتاب , ولا في السنة , وما هي إلا كما قال بنو إسرائيل (اجعل لنا عجلاً.