بقينا ثلاثين سنة بحكومة واحدة تقريباً وعندما تبدل كان يجري تبادل المواقع بين الأشخاص أنفسهم بماعُرف بتبديل كفرات السيارة الواحدة من الشمال إلى اليمين كل شيء كان يدار بالمزاج الشخصي ولاتتحدث عن الفساد وتغيب المواطنة المتساوية من المنح الدراسية إلى الوظيفة العامة وحتى الدماء التي كانت تقاس قيمتها عملياً بالمنطقة والقرية ،كل شيء كان يجري تدميره بشكل ممنهج حتى النفسية اليمنية كان يجري سحقها بشكل عجيب، أما الخدمات فحدّث ولاحرج،تذكرون الكهرباء وحالها قبل الثورة والغاز المختفي والبترول والديزل وطوابير المحطات الخانقة كلها كانت تتم عمداً لكي يبيعوها في السوق السوداء ..اليوم هذا الطرف نفسه الذي مازال يسيطر على نصف الحكومة وثلثي الوظائف يتباكى بصور مضحكة على المواطن ويهاجم حكومة الوفاق الوطني كحكومة فساد، مطالباً بإسقاطها ، لانريد أن ندافع عن أحد لكن الإنصاف واجبنا ودعونا نرى كيف يتم هذا الهجوم على الحكومة ومن طرف حكم ثلاثين سنة غارقاً في الفساد، ثم يتحدث عن الفساد وإسقاط حكومة الفساد..نحن هنا أمام أكثر من ابتزاز خوفاً على مصالحهم المتهاوية وانتقاماً من الشعب الذي أجبرهم على الرحيل. حكومة الوفاق مهمتها انتقالية وليست حكومة إنجازات بحسب تعبير الدكتور ياسين سعيد نعمان، يعني حكومة الأصل أن تمسك الوضع من الانفلات حتى يتم تأسيس الفترة الجديدة وهذا مايخاف منه حكام الأمس. وحتى لانظلم حكومة الوفاق تعالوا لنلامس الجوانب التي يلمسها المواطن البسيط مقارنة بحكومة الثائرين الجدد على طريقة الثعالب،هذه الحكومة تمر بمرحلة حرب حقيقية من قبل قوى موجودة داخل الدولة ومع هذا استطاعت أن تحافظ على «العملة» التي كانت تتهاوى بين شهر وأسبوع وتتذبذب من القاع إلى السماء عمداً ليكسبوا من وراء تقلبات «العملة» المتغير مليارات على حساب الشعب. هذه الحكومة استطاعت مع كل هذه الحروب أن تحافظ على الأسعار خاصة أسعار المواد الغذائية التي كانت قبل الثورة في صعود طائر اطراداً ..هذه الحكومة استطاعت أن توفر كهرباء أفضل من كهرباء عهدهم البائس رغم كل الحروب الممنهجة لضرب الكهرباء بصورة يومية وعمل الوزارة أصبح حرباً يومياً وليس فنياً ومع هذا وفي كل الأحوال هي أفضل من أيامهم وعلينا أن لانفرط في النسيان ..هذه الحكومة التي يطالب البعض بإسقاطها من أجل إسقاط الحوار وإيقاف عجلة التغيير تحت عنوان إسقاط الفساد ، استطاعت أن توفر الدبة الغاز وتحافظ على أسعارها بدون طوابير ولا سوق سوداء ولا أسعار مضاعفة والامر ينطبق تماماً على الديزل والبترول، فقد استطاعت هذه الحكومة أن تحافظ على الديزل والبترول في المحطات بلا طوابير ولاسوق سوداء رغم أنها حكومة وفاق وحكومة انتقالية لكنها بكل المقاييس أفضل من حكومة هؤلاء الذين يخربون وعندما فشلوا يحاولون أن يجربوا الشارع محاكاة لبعض الأنظمة والثورات المضادة بهدف إيقاف عجلة التغيير بصورة غبية غير مدركين أن الشعب اليمني سياسي ومازال ثائراً ويعرف متى يثور ويحتج على الحكومة ومتى يصبر عليها ويدعمها فهو شعب صعب المراس و ليس غبياً ويعرف أعداءه وأصدقاءه جيداً. إن الفساد عندما يلبس ثوب الناصح وعلامة الثائر لن ينظر اليه الشعب إلا كمخرب وثورة مضادة يجب أن يقاوم بثورة مستمرة ومحاكمات عادلة وهم لن يقلبوا إلا المواجع على إنفسهم ويدفعون بأنفسهم الى المحاكمات على جرائمهم القديمة والجديدة ومن طلب الجن ركزوه....ولله في خلقه شؤون. [email protected]