كلما قلنا لهم: «اليمن أولاً» يقولون: «القبيلة أولاً» وكلما قلنا لهم: «اليمن أولاً» يقولون: «العترة أولاً» هكذا يؤكّدون تعاملهم الاستبخاسي الكيدي مع اليمن، أو لكأنهم يعتبرون شعبها المكابد العظيم مجرد حثالة لنزواتهم الهمجية فقط. المعنى أنهم يتصارعون فيما بينهم بشكل بدائي مخيف ومخجل ومؤسف، بحيث يعيقون تفعيل قيم الدولة والمواطنة والمدنية؛ باعتبارها أهم القيم الحيوية الموضوعية التي لابد منها لتحجيم تخلفهم وتطرّفهم ونفوذهم، إضافة إلى أنها قيم الوصول المثالية باليمن وشعبها المكابد العظيم إلى مصاف راقية من التحضر والتقدُّم والنهوض. بالمقابل يتفق هؤلاء تماماً على النظر باستحقار عارم إلى كل اليمنيين الذين لا يطيقون منطقهم الهوسي اللا وطني المأزوم، منطق الخطأ البغيض في استمرار تباهيهم ونشوتهم بدوام اقترافهم وتغليبهم لعدم الصواب الوطني، وهو المنطق المفعم جيداً بتطرفهم المشين في الولاءات والتحيُّزات الرثّة السلالية أو القبلية، المنطق الأكثر من معتوه بالطبع والمدجج أكثر من اللازم بمخاصمة المشروع الوطني المبدع والخلّاق كحاضنة جامعة ومُثلى للشعب كشعب، وكقوة وكمنجاة حقيقيتين لليمن. [email protected]