«69» مُرور مرَّ مني، ثلاثون صيفاً، ولم يتبقَ غير قصيدةٍ شائكة. طرد كفكرةٍ جنسيةٍ، يمكنها طردي من رأسها، وإغلاق أنوثتها جيداً ورائي. عَرَق ما أشربه الآن ليس نبيذاً كما تزعُمين، إنه عَرَق نهديكِ المعتّق فيَّ منذ هروبكِ الأول من الجنة. اختراق امتلاككِ لي لا يعني هزيمتي؛ بل تمكُني من اختراق أنوثتكِ بخسائرٍ أقل. إضاءة القليل مني يكفي لإضاءتك حولين كاملين. وقت ليس لي من هذا الوقت غير مِرآته العاقرة، كن وقتي أيها الجسد المحنّط كهيئتي، وأخرجني إلى وقتٍ آخر. مستقبل عمّا قريب، ستدخل صنعاء في حزنها، ستغرق بالخمر والدم، والأصدقاء اليتامى، وتشبع منها المقابر والأمكنة، ستضيء المدائح في خيبةِ القصر، وتُشيَّع في سرعةِ الموتِ أجسادنا، وتلعكنا كموتى خفيفين، ثقيلِين في سدرة الشيخ والملك المُنتقى من سلالتهِ الكاسدة. حزمة الوطن حزمة أخلاق، لا حزمة قرارات. قسوة القسوة تولد غبية بلا ذاكرة، والغباء لا يمكن هزيمته بالصبر. تعرٍّ التعرّي يخدش حياء القصيدةِ فقط، أما أنتم فقد بلغتم ذروة الإفكِ مبتسمين. اهتزاز كلما هزّت إليها بجذعِ غيمتها الماطرة؛ تساقط نهداها رطباً على أفواهنا الجائعة. انكسار في الخيبة ينكسر الأغنياء، وفي الثورة ينكسر الفقراء..!!. [email protected]