بعد انسحاب الحملة الأمنية غير المبررة من منطقة «قراضة والمرزوح» والتي كانت رابضة هناك لخمسة أشهر بدون خطة عمل مرافقة، يعني كانت كذا مثل «الغنم بلا راعي» وهو أمر يعكس أننا نمشي بالعافية كسلطة ودولة وقُدام قُدام «أعمى يقود أعمى للضاحة».. وما يهمنا الآن هو صيانة دماء إخواننا في «قراضة والمرزوح» وعودة المشردين والذين يمارسون الانتحار كدعوة أصابتهم، عليهم أن يراجعوا انفسهم جميعاً، فالله وحده هو كاشف الهم والغم والبلاء النازل بالعذاب بأيديهم .. نعم بعد هذا النزول العجيب للحملة الأمنية، تداعى أبناء مديريات صبر الثلاث الموادم والمسراخ ومشرعة، وحدنان برعاية مشكورة من الحاج عبدالجبار هائل سعيد وهوعمل كبير وكريم ورصيد لا ينفد ..وذلك إلى لقاء موسع للمشائخ والوجاهات الاجتماعية لتدارس حماية دماء إخوانهم في منطقة «المرزوح وقراضة» التي تسيل منها دماء الأبرياء منهم منذ سنوات .. هبّة متاخرة لكنها في محلها وأرجو أن تثمر حلاً واضحاً وحقناً للدماء..كانت الوجاهات والمشائخ عبر التاريخ يقومون بدور الدولة في حماية المجتمع وفض النزاعات عندما تغيب الدولة بل وفي دور المعارضة ورد الظلم الصادر من الحاكم وكان «المشيخ» ممثلاً للمواطن وليس للسلطة، غير أن النظام وبكل أسف في العقود الماضية عمل على إفساد دور «المشيخ» وتحويله إلى طرف خادم وتابع للنظام وافرغ دورهم الاجتماعي ولم يعد أحد يعول عليهم ولا حتى هم أنفسهم، لأنهم أصبحوا جزءاً من النظام المترهل وموظفين، والموظف لا يمكنه القيام بدور الرائد أبداً.. يبدو أن ثورة الشعب في 11فبراير قد أحدثت تغييرات سياسية واجتماعية، نرجو أن يكون منها عودة الدور الشهم والنبيل للمشايخ والوجاهات الذين سنرى منهم في هذه القضية جهداً لا ينام ولا يفتر ولا يركن على أحد حتى يطفئ الفتنة في هذا المكان من تعز المسالمة، بعيداً عن لقاءات المقيل التي عرفت بالحرص على تسجيل حضور بدرجة شيخ و«شاهد ماشفش حاجة» ل«التخزينة» والانصراف وقد نسوا المهمة التي جاءوا لأجلها وسبب الحضور .. أعتقد أنه لقاء مختلف وتحدٍ لكل فرد فيهم لو حرصوا عليه كما يحرصون على قضاياهم الشخصية واعتبروا أن الرصاص يصل إلى نوافذ بيوتهم والدماء تسيل من أبنائهم، وهو كذلك لأنجزوا عملاً عظيماً في الدنيا والآخرة وكانوا عند مستوى التحدي وعنواناً للنبل ورواداً يستحقون الشكر والثناء والأجر من الله وأعادوا الاعتبار لدورهم الغائب كقيادات اجتماعية تتألم لالآلم الناس .. اللقاءات بحسب علمي اتخذت جدولاً عملياً ابتدأ بتشكيل لجنة صلح ومتابعة ثم البدء في لقاءات مع الأطراف وقد باشروا فعلاً ونسأل الله لهم العون والاستمرار، وليكن الهدف إنهاء الفتنة مهما كانت المتاعب، كما نرجو من السلطة المحلية أن تباشر مسؤوليتها في التسهيل والدعم والرعاية ولاتبقى وكأنها «كيزان» مرمية دون ماء ولاهواء ولا فائدة، فهي مسؤوليتهم الأولى، كما نأمل من أهل «قراضة والمرزوح» أن يتجهوا إلى الله بالدعاء ليعينهم على أنفسهم ويبعد عنهم رجس الشيطان الرجيم وشياطين الإنس من بينهم والذين يريدون تحويل دماء أهلهم إلى مصدر رزق معجون بالدم والوجع الصادر من أمهاتهم وإخوانهم.. القضية لا تخص أبناء وواجهات صبر وحدهم، هي تخص مباشرة أبناء تعز بكل مكوناتهم وشخصياتهم .. ستؤثر عليهم بشكل مباشر لو لم تسد هذه الثغرة التي يرقص فيها إبليس منذ زمن , كما أن القضية تخص السلطة الأمنية والسياسية في المحافظة والمركز .. لكنها أولاً وأخيراً تخص أصحاب الشأن والدم «قراضة والمرزوح» فمن صدورهم ورؤوس أبنائهم ستسيل الدماء وعليهم أن يدركوا حقيقة «لا يحك ظهرك مثل ظفرك» وعليهم أن يذكروا أن ظهرهم واحد وظفرهم واحد ودمهم واحد وماءهم واحد وضحكتهم واحدة ودمعتهم واحدة.. وأن هذه الفرص التي تعرض عليهم لوضيعوها قد يطلبونها غداً ولا يجدوا سوى الندم. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك