اليوم هو 8 مارس يوم المرأة العالمي، وهو يوم التضامن مع المرأة وحقوقها.. المرأة لا تحتاج إلى يوم يذكر بحقوقها لولا ظلم الناس للجدار القصير والأضعف، مع أن المرأة هي الإنسان كله، لكنها تعرضت للانتقاص والظلم من يوم وأد البنات في الجاهلية.. الديانات السماوية جاءت لتحرير الإنسان من عبودية الإنسان وكان الإسلام في صدارة من أعطى المرأة حقوقها في سياق الحقوق الإنسانية .. لاحظوا أمراً مهماً في هذه الحياة، لاشيء يهدد الإنسان ويستعبده غير الإنسان، وفي هذه مفارقة عجيبة وغريبة، وعندما يُظلم الإنسان بشكل عام تُظلم في المقدمة المرأة لأنها الأضعف والأصدق عاطفة وعطاء.. الخميس الماضي وقعت حادثة غريبة تلخص ظلم الإنسان للإنسان والمرأة خصوصاً، كما توضح الدرجة التي وصل إليها تضامن المرأة عالمياً مع حقوقها في العالم، حوالي مائة امرأة من كل أنحاء العالم أردن القدوم إلى «غزة» للتضامن مع المرأة المحاصرة في هذه المدينة العربية المنكوبة من البعيد والقريب والعدو والشقيق.. عندما يكون الدافع إنسانياً يبدو التضامن صادقاً، كما هو حال الناشطات العالميات اللائي قدمن للتضامن مع مصيبة المرأة في غزة دون أن يسألن عن الدين أو اللون السياسي، سوى أن المرأة محاصرة ومظلومة وهذا يكفي. مشكلة الناشطين العرب والناشطات مثل حكامهم هو التضامن بالقطارة وبمكيالين أو ثلاثة، وهذا هو عين التخلف والظلم والجلافة. هل سنرى نقابات نسائية وناشطات عربيات يتحركن لمجرد التضامن ورفع الشارة الحمراء، تذكيراً بحصار المرأة الفلسطينية، أم أن الأمر لايعدو سوى تقليد وطلبة الله باليومية، حركة بلاروح؟. المهم منعت الناشطات من المرور إلى غزة في مطار القاهرة، ويصبح الأمر هنا غريباً ومحزناً أن تمنع أكبر دولة عربية الناس من المرور لمجرد تضامن نسائي مع المرأة المحاصرة في غزة تحديداً، ومعها الأطفال والشعب الفلسطيني ومن قبل إخوانهم، وكأنهم يقولون دعونا نحاصرهم، نقتلهم، هذا شأن داخلي والشأن الداخلي عند بعض الحكام، هو أن تقتل كما تشاء وتسحق حقوق الإنسان كما تشاء، وكأنك في مزرعة أرانب ..وهنا تكمن المأساة. هؤلاء الناشطات العالميات من كل الأديان والبلدان أثرنا قضية محزنة ومخزية، وهو أن هناك شعباً عربياً كريماً محاصراً بأكمله، دون أن يتحدث أحد أو يتحرك ضمير، وعندما جئن لمجرد التضامن الرمزي في اليوم العالمي للمرأة منعن من المرور ومن قبل سلطات عربية وليس إسرائيل.. عندما تنعدم المبررات للظلم يكون ذلك إيذاناً بقرب انتهاء هذا الظلم ونصرة المظلومين.. هذه سُنة الله في خلقه. [email protected]