إن المرحلة الراهنة من الحياة السياسة الملتهبة لا تحتاج إلى إعلام يذكي نار الفتنة ويستفز السواد الأعظم من الناس الذين حافظوا على الشرعية الدستورية وناضلوا من أجل ارساء مبدأ التداول السلمي للسلطة عبر صناديق الاقتراع الحر المباشر بل إن المرحلة تحتاج إلى إشاعة روح الوفاء والالتزام بالعهود والمواثيق وعدم الانقلاب على قيم الديمقراطية وتوعية الناس بأهمية الممارسة العملية لوسائل الديمقراطية والكف عن تحشيد الشوارع بالشعارات المثيرة للفتنة والمحشدة للعنف والإرهاب والامتناع عن تحويل الشوارع إلى صلوات الاثارة والفتنة وانكاء الجراحات وتوسيع هوة الاختلاف. صحيح يحق لنا ان نباهي بالحكمة اليمانية والايمان اليماني الذي أوصل اليمن إلى التسوية السياسية من خلال المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية غير انه لا يجوز ان يترك الإعلام يمارس الفجور في القضاء على الوفاق والتمرد على المبادئ والقيم الدينية والوطنية والانسانية من خلال السماح له بالانقلاب على المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية والقرارات الأممية وجعل الامور في إطار غالب ومغلوب وقاهر ومقهور بالرغم من العهود والمواثيق تقول إن اليمن وصلت إلى حل الازمة السياسية من خلال التوافق فلا غالب ولا مغلوب لأن الغالب هو الشعب والمغلوب هو الفتنة. لقد قلنا منذ اللحظة الأولى بان الانحياز الكلي ينبغي ان يكون للوفاق الوطني وهو مطلوب جملة وتفصيلاً بدرجة اساسية في وسائل الإعلام لأنها الأداة التي ينبغي ان تشيع الوفاق والاتفاق ولا تغلب طرفاً على طرف وأن يكون الدستور والقانون هو هدفها الأعلى الذي يعزز الوحدة الوطنية ويصون السيادة المطلقة للدولة ولكن لا حياة لمن تنادي فقد ظهر الفجور وزادت حدة الانقلاب على الديمقراطية دون أدنى شعور بالمسئولية الوطنية. إننا ونحن أمام هذه الحالة المأزومة المصطنعة نجدد القول بالنصيحة ونطالب بضرورة الالتزام بمفهوم لا غالب ولا مغلوب وان المنتصر الوحيد هو اليمن بأهله ومؤسساته وقدراته ونسرع خطى الانجاز لاستكمال ما تبقي من المهام الوطنية الكبرى التي توصل الشعب إلى حقه في الاختيار الحر من خلال الانتخابات العامة بإذن الله .