نحتاج إلى التوحُّد ضد كل الممارسات المتخلّفة التي تعيقنا عن تحقيق حلم الدولة، الحلم الذي ليس لنا سوى أن نتمسّك به بلا يأس ولا تراجع، ثم إن هذا الحلم المقهور هو البطل الوحيد. لذلك نحتاج الآن أكثر مما مضى إلى ابتكار رؤية مستقبلية تتعالى على الماضي وتنتج دلائل قيمية نفاخر بها، كما من شأنها حال تحقُّقها أن تمنح شخصيتنا الوطنية الكمال الذي نرجوه، ولنناضل بصدق مسؤول من أجل تفعيل إرادة الحلم وبناء الأمل من جديد. والحاصل هو أن حاضرنا المُثخن بعلله يحتاج إلى تأجيج هذا المسعى بما يمثّله من حضور شافٍ لحالة حلمنا الجمعي كشعب بعد أن تواطأنا كثيراً على تهشيمه للأسف، ثم مرضنا بآلام ضياعنا المخيف، ولم نتنبّه لذلك إلا متأخرين جداً. غير أن الروح الجديدة لن تأتي أبداً في ظل ثنائيات تحاصرنا كل يوم؛ تجتاحنا وتفكّكنا، ثم تختزل البلد وتسلب المصير والحس؛ فيما تجعلنا مجرد أسرى بينها وبينها، حتى إنها توصلنا إلى مرحلة لا يمكن أن نكتشفها وندركها ونحقّقها إلا إذا ظلّت مستمرة لنا كهوية ثابتة. الروح الجديدة لن تأتي دون أن نبتكر طريقتنا الخصوصية في التحرُّر من هذه الثنائيات فكرياً وسياسياً واجتماعياً....إلخ. كسّروا أصنامكم..!!. [email protected]