نختلف تماماً مع سياسة الإخوان؛ غير أن كل وعي سوي لابد أن يرفض ما يتعرّضون له من أحكام لا معقولة وغير مبرّرة تفاقم من استلاب القضاء المصري وتجييره كما تعزّز الشرخ الاجتماعي الخطير. والحاصل هو أنني مازلت أحترم النهج الوطني الذي قام به الجيش بسبب 30 يونيو 2013م، غير أن الجيش سرعان ما تحوّل إلى أداة مهيمنة تضرب المنجز المدني المصري، كما تصيب السياسة في مقتل، وهاهي أحكام الإعدام ب«الجُملة» تثير الجدل الواسع؛ لأنها أحكام ما فوق شمولية للأسف. للإخوان أخطاؤهم بالتأكيد وبالذات في خلط الدين بالسياسة؛ لكن لا يجب أن يكون للجيش أخطاؤه التي لا تُغتفر بالمقابل؛ خصوصاً أنها بلاد ملهمة ومؤثّرة كمصر. المعنى أنه ينبغي أن تتعزّز في العالم العربي حالة الوعي المحترمة بماهية الاختلاف وكيفيته ليصب في خانة تنمية السياسة ورد الاعتبار لفكرة الوطن والمواطنة والبرامج السياسية؛ لا أن تكون السلطة أداة غاشمة للاستئثار كما لتصفية حسابات لا تنتهي تصبُّ في خدمة الإقصاء والإقصاء الآخر، وهكذا دواليك تدور ماكينة الاستبداد اللا محتملة من العمائم إلى البيادات، ومن البيادات إلى العمائم..!!. كذلك صارت القيمة الأقسى والأنكى كامنة بالتأكيد في عدم حدوث أي فارق حقيقي على مستوى التحوُّل في بُنية الغالبية من دول المنطقة؛ فما بالكم ونحن بعد ثورات وانتفاضات عارمة كشفت عن جوهر الروح الشعبية وغايتها الفعلية في دول مدنية يكون الصراع فيها سياسياً لا طائفياً ولا أمنياً كما صار يحدث اليوم. [email protected]